| فنانين التصوير الزيتى | |
|
+3mohammed raafat yoya.o اميرة القلوب 7 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
اميرة القلوب المدير العام
القسم : ترميم الاثار
| موضوع: فنانين التصوير الزيتى الثلاثاء 8 ديسمبر 2009 - 16:32 | |
| فان جوخ
لم تطرق الشهرة بابه إذ أن حياته التي دثرها الفقر والفاقة, ولم يبع من بين الستمائة لوحة والسبعمائة رسما التي خلفها سوى واحدة منها لقاء أجر زهيد قدمه لفتاة فقيرة تتسول في طريقه، لكن بعدما أفرغ الرصاصة في رأسه وغاب عن هذا العالم فاقت شهرته الأطباق, وفي عام 1953 أي بعد مائة عام من مولده رفض أحد الأشخاص بيع لوحة من لوحاته بمبلغ 175 ألف دولار وفي عام 1985 جلبت إحدى لوحاته ما يناهز عشرة ملايين دولار في إحدى المزادات!! .
" اسم عظيمً في عالم الفن التشكيلي فهو الفنان الذي استطاع أن يحظى باحترام و تقدير وإعجاب مؤرخي و نقاد و عشاق الفن التشكيلي في كافة أرجاء العالم.. مما جعل أعماله تحتل مكاناً بارزاً ومتميزاً في متاحف العديد من الدول، و لعل أشهرها متاحف موسكو و لينجراد .. وغيرها.بالإضافة إلى تلك الشعبية العارمة التي يتمتع بها في كافة دول أوربا وأمريكا وكذلك دول العالم الثالث التي لا توجد فيها لغة واحدة لم ينشر بها كتاب أو أكثر عن " فان جوخ" بغلاف الأفلام السينمائية والروائية والتسجيلية التي تناولت حياة هذا الفنان، و ربما هذا الشغف كان السبب الأول في استمرار نشر و استنساخ لوحاته.
فمن هو هذا الفنان صاحب تلك الجماهيرية الواسعة؟ .. خلال الأسطر القادمة نحاول عرض لمحات سريعة من حياة "فان جوخ" المليئة بالأحداث و المآسي التي أثرت بلا شك في فنه وربما كانت سبباً قوياً في شهرته. ولد "فان جوخ" في بلدة " زونديت " بهولندا عام 1853م لأب يعمل قسيساً بكنيسة البلدة، وهو الأب الذي زرع في أعماق هذا الصغير من خلال الجو الديني الصارم الذي أحاط بالأسرة مثلاً علياً ربما كانت تصطدم كثيراً جداً بالواقع طوال حياة " فان جوخ". وعندما بلغ "فان جوخ" السادسة عشرة من عمره أصطحبه عمه إلى مدينة "لاهاي" ليعمل معه في القاعة التي يديرها والمتخصصة في بيع الأعمال الفنية سواء من الآثار القديمة أو من إنتاج الفنانين المعاصرين، وهي القاعة التي كانت تتبع مؤسسة "جوبيل" الشهيرة والتي يقع مركزها الرئيسي بباريس. و من خلال هذا العمل تعرف فان جوخ على عالم الفن وتحمس لبعض الأعمال ولبعض الفنانين، و لهذا بذل جهده في إقناع عملائه بشراء أعمال هؤلاء الفنانين وبلغ من نجاحه أن قررت المؤسسة نقله إلى لندن ليدير فرعها هناك.
و استمر هذا النجاح الذي صاحبه اهتمام " فان" بمظهره وأناقته الشخصية إلى أن أحب إحدى الفتيات وتدعي " أرسيولا " و لكنه عندما طلب منها الزواج هزأت به وصدته في خشونة شديدة مما جعله يصاب بما يشبه الهوس الديني، فبدلاً من أن يناقش العملاء عن جماليات اللوحات المعروضة بالقاعة التي يديرها أخذ يحثهم علي الدين.. مما جعل الشركة تنقله إلى باريس حيث تدهورت حالته النفسية وانطوى على نفسه وأصابته الكآبة .. وقبل أن تقرر الشركة فصله كان قد قدم استقالته عازماً على تكريس حياته للخدمة الدينية بعد أن اتجه إلى لندن ليعمل كمدرس للغة الفرنسية . ولكن جو لندن المظلم الكئيب و ذكريات جرحه العاطفي جعلت حالته النفسية تزداد سوءاً فعاد إلى هولندا حيث التحق بمعهد لاهوتي في "أمستردام" و عكف على الدراسة الجادة ستة أشهر حتى أصابه الملل وقرر أن يعمل واعظاً بين عمال المناجم والفلاحين في إحدى قري بلجيكا في منطقه البوريفاج عام 1878 . عايش فان جوخ المرضى بحمي التيفود وحاول تخفيف آلام الاحتضار عليهم، وسهر مع الفقراء و الجرحى، متخطياً بذلك الحدود المرسومة له كمبعوث ديني إلى نوع من الامتزاج والتوحد الكلي، حيث يقضي أيامه ولياليه بين هؤلاء لا يأكل إلا معهم ولا يخصص الوقت الكافي لراحته ونومه .. بل و وزع عليهم ملابسه وأغطيته وأصبح يعاني من البرد والجوع إلى الحد الذي جعل مظهره يتدهور . مما زاد من تعلق هؤلاء العمال به حتى طردته السلطات الدينية قبل أن يمر عام واحد على تسلمه لهذا العمل، و ذلك لعدم اقتناعهم بطريقته في تطبيق التعاليم المسيحية على هذا النحو.
و هو الأمر الذي زاد من أزمته النفسية حيث شعر بالفشل في كل ما أسند أليه من أعمال بجانب فشله في حبه، ولكنه قرر ألا يستسلم.. فما لبث أن كتب لأخيه " تيو " ليقول له .......... " أنني بالرغم من كل شيء سوف أنهض ثانية .. سوف أتناول من جديد ريشتي التي تخليت عنها في أيام انكساري، و سأعود للرسم ، و الآن يبدو لي كل شيء و قد تغير" .
و منذ ذلك الحين آمن " تيو "بأخيه فان جوخ وسنح له الفرصة ليخرج أعظم الأعمال الفنية .. حيث لم ينقطع تيو طيلة السنوات العشر التالية عن بذل المعونة المالية لأخيه و تشجيعه و مساعدته بكل ما استطاع توفيره من دخله المتواضع ..
ففي لوحاته فيما بعد استطاع ان ينقل شعوره الديني طبقا لرؤيته تجاه الانسانيه بشكل بسيط .. ذلك الشكل الذي سبق ورفض من الآخرين حين مارسه كرجل دين .. فنقل شعوره الديني في لوحاته غير انه لم يتناول موضوعات الدين التقليديه .. وكتب لاخيه ثيو حين كان في باريس قائلا : " بالرغم من ان الافكارالدينيه تقدم لي عزاء كبير الا ان الصور لم تكن تتداعى الي من رمزيه الكهنوت والمعبودات ، ولكن تأتيني من الشعور بالطبيعه والناس البسطاء الذين هم جزء من الطبيعه " . وبعد اشهر من البؤس بسبب الاحداث القاسيه والفشل المتكررحاول فان جوخ دراسه وليم شكسبير وتشارلز ديكنز وفيكتور هوجو.. وخلص الي ادراك ان عزاءه الشخصي في الرسم . في البدء لم يكن واثقا من رغبته ان يصبح رساما .. ولكن رؤيته لرسومات الصور التوضيحيه للفنانين الانجليز في مجله " جرافيك" خاصه في اعمالهم المهتمه بالعمال جعلته يعجب بهدفهم النبيل الذي يحققونه ، فانجز صور ليثوجراف واسماها "الحزن" تمثل امراه حزينه منكفئه على نفسها عاريه . . واضافه الي الصور عباره تقول : " كيف بان تكون هناك امراه وحيده تعيسه على الارض؟ " وكانت الصوره لامراه غانيه من لاهاي حاول اصلاحها وفشل . ثم رسم تخطيطا لجذع شجره ملتو مغروس في الارض وجعله ايضا باسم "الحزن" نظيرا للوحه الاولي من هاتين اللوحتين كتب لأخيه يقول : " حاولت نقل الاحساس ذاته في المشهد كما احسسته في الشكل الانساني .. ذلك الارتباط النفسي العاطفي بالارض لكنه شبه الممزق بعصف الريح " . وبهاتين اللوحتين تتضح رؤيه الفنان فان جوخ لما هو واقعي ولما هو رمزي ماين المراه الوحيده والجذع المشوق كما قال لاخيه " ان الواقع كله حقيقي ورمزي في آن واحد " . امتدت الرمزيه متمثله في وجدانه برؤيته للوحه " باذر الحبوب " لميليه وظلت تطارد ذهنه كلما بدأ في لوحه لما لها من رمزيه كامنه وجليله في آن واحد.. فالاشكال عنده لم تعد لذاتها بل لما ترمز ليه .. او بشكل اخر كان للاشكال لديه ابعاد دراميه وانسانيه عنيفه حتى انها كانت تؤلمه على المستوى الشخصي الانساني .
و ببلوغ " فان جوخ " السابعة والعشرين من عمره التحق بأكاديمية الفنون في مدينة " انفري " حيث بدأ حياته في عالم الألوان. عكف على رسم الفلاحين الهولنديين و عمال المناجم والبؤساء مسجلاً ما نقش في مخيلته من ذكريات في مجموعة من اللوحات الحزينة القاتمة القوية التعبير و هي المرحلة التي يطلق عليها في فنه "المرحلة الهولندية" ... رحل " فان جوخ" إلى باريس عام 1886 للإقامة مع أخيه في أستوديو بحي" مونمارتر" حيث كان أخوه تيو من تجار الصور المهتمين بتتبع الاتجاهات الحديثة في الفن، فقد كان مديراً لفرع إحدى المؤسسات الفنية.
وقضي فان جوخ في فرسنا حوالي عامين بمساعدة اخيه ثيو الماديه وايضا مساعدته في التعرف على الفنانين الفرنسيين .. وما لبث هذا الفنان الهولندي الحزين والتأزم دائما ان وجد نفسه بصحبه فنانين مهمين ومؤثرين في الحركه الفنيه الحديثه في فرنسا مثل جوجان – سينياك – لوتريك – بيرنار – بيسارو ولكن للأسف لم يشعر أي منهم بالانجذاب تجاهه او تجاه لوحاته التي لم تتضح شخصيتها بعد.. وبدا يسعي بشغف وبشكل دؤوب وراء ركاب الفن الحديث .. وشده الثراء اللوني في لوحات التأثيرين وتركيبتهم اللونية .. واكتشف الرسومات اليابانيه وفيها وجد ما يحتاج إليه وهو الصفاء والتوازن .. وجذبته بشده لوحات دبلاكرواه ومونتسيللي.. ثم الانطباعيين خاصه ديجاومونيه .. ثم ينتهي به المطاف او المرسى الفني والنفسي لدى الطليعيين رواد الانطباعيه الجديده والتركيبيه المتمثلين في صديقه سينياك وبيرنار .
..وبعد رؤيه التأثيرين اختفت من لوحات فان جوخ ألوانه الرماديه والبنيه وحل محلها الالوان الصافيه.. كما اختفت الموضوعات القاسية أو البائسة في أعماله .. فلم يرسم فان جوخ في باريس الفلاحين والعمال والمشاهد المألوفه لدي الفنانين لكنه عكف علي رسم الموضوعات غير الشخصيه والمجهوله للانطباعيه . وفي تعاقب سريع توالت الاخاذه وكأن فيضا فاض عليه بعد عطش وطول انقطاع .. وبدأ مرحلته الفنيه الثانيه . وفي ذلك العام 1886 رسم سته صور شخصيه له احداها امام حامل الرسم ورسم "الخفاش الليلي" وكوبري "كاروزيل" ومجموعه ضخمه لأنواع عديده من الوهور مع نهايه العام .
ومع بدايه 1887 توالت منهمره مئات اللوحات من عبقريته السجينه سنوات طويله.. ومن لوحات 1887 هي البدايه الحقيقيه له أنجز البورتريه الشخصي.. ودراسات العاري .. وطبيعه صامته من زجاجات او احذيه اوخضروات.. ومشهد من حي مونمارتر.. وقام بتقليد بعض الرسومات اليابانيه.. وفي نهايه 1887 رسم اربعه وعشرين صوره ذاتيه له منها اثنان امام حامل الرسم ثم عاد للطبيعه مره اخري ورسم مشهدين لمطعم من الداخل وامجز في ذلك العام لوحته الرائعه "حقل قمح وطائر". وفي والوقت الذي رسم لوحته "حقل قمح " كان قد بلغ تفسيره الشخصي للانطباعيه التي وضعته علي بدايه اسلوبه المتميز الناضج فاصبح التكوين لديه هو البساطه والتناسق والضوء عليه ان يغمر الصوره .. واللون عالي النغمه .. وتمتزج معا لتكون لحنا واحدا تؤكده ضربات فرشاه متوتره .. واضحه .. فوريه .
هذا الفنان العبقري لم يكن يرسم كثيرا فقط ، بل كان يكتب أيضا بنفس الحرارة والتوهج كمًا هائلا من الرسائل والخواطر إلى شقيقه ( تيو ) والتي جُمعت في كتاب من ثلاثة مجلدات تضمنت آرائه في الرسم وفي النقد والمجتمع و المرأة وعن نفسه في اغلب الأحيان.
و سعد "فان جوخ" كثيراً بصحبة أخيه بعد ما قاساه من وحشة وحرمان و كذلك سعد بحياته الجديدة في باريس .. فما لبث أن تغيرت ألوانه القاتمة و حلت محلها الألوان الزاهية البراقة التي ربما عكست رؤيته للحياة في تلك الفترة، والتي اتجه فيها إلى دراسة النظريات والأساليب الفنية الجديدة و مناقشتها مع أصحابها بل وتجربتها في لوحاته، كما تعرف خلال هذه الفترة على عدد من الفنانين الشباب ومنهم" تولوزلوتريك" و " بول جو جان" . كما تأثرت لوحاته بالرسوم اليابانية المطبوعة .. ثم ظهرت تأثيرات تجارب زملائه المعاصرين علي فنه، و بعد مضي عام آخر كان قد استوعب كل ما حوله من تجارب ليصبح مهيئاً لمرحلة ناضجة استغرقت بقية حياته.. و استمرت إقامة " فان جوخ" الأخيرة في باريس لمدة عامين إلى أن قرر فجأة في فبراير عام 1888 السفر إلى بلدة " أرل" بمقاطعة " بروفانس" في جنوب فرنسا حيث الشمس الساطعة طوال النهار والألوان المتوهجة، و عكف خلال العامين التاليين على الرسم في سعادة و حماس لدرجة أن لوحاته في تلك الفترة تشع حيوية في ألوانها و شكلها..
و مع أنه كان يرسم بأسلوب لمسات الفرشاة المتعددة الألوان إلا أن لمساته في تلك الفترة كانت أعرض وأقوي .. وقد شرح طريقته في خطاب لأخيه يقول فيه: " أنني بدلاً من محاولة نقل الطبيعة بأمانة استخدمت الألوان بحريه و دون تقيد من أجل التعبير عن نفسي تعبيراً قوياً" .
وداوم على الخروج الي الحقول يرسمها في حماس شديد .. وعشقا منه لتجربه الخروج الي الطبيعه المشمسه التي افتقدها ف يحياته السابقه وولعه بالشمس التي سحرته فانعكست في لوحاته بسخونتها ودفئها .. وتحت الشمس وسطوتها عليه نسي نفسه واخذ في نهم يرسم توهجها حتي دون ان يقي مفسه وراسه من شدتها .. واكثر في لوحاته من اللون الاصفر الشمسي المتوهج في الحقول ليزيد من الاحساس بحرارتها .. واسلوب مرحلته هذه ابرز ملمس الفرشاه والسطح بتكنيك فني عالي كما في لوحاته المتعدده عن حقول القمح .
واندفع في شغف وبقدر المستطاع من العاطفه المتأججه ساعيا لتحقيق ما اسماه تزاوج الشكل واللون في مهمة البحث عن الداخل والخارج ، فحين يصورالشمس يحاول الوصول الي الاحساس بالدفء والوهج .. وحين يصور شخص فهو يريد الوصول الي اعماقه ليصورها ، وفي غمره نشوته بالتحرر من الذات صور كل شيء تقع عليه عينيه.. صور الطبيعه في الخلاء .. وفي قيظ الشمس.. وغلظت لوحاتته بغلاله صفراء فوراه لم يستطع ان يتحرر منها وكت لاخيه يصف له الي أي مدى وصلت علاقته بالطبيعه قائلا : " قد تحدثت الي الطبيعه فوضعت ما حدثتني به بايجاز على مسطح اللوحه .. ورغم ما لم استطع التفوه به فانه من المؤكد ان تعثر في عملي علي شيء ما مما باحت لي به الغابه او الشاطئ او الشكل رغم اللغه غير المالوفه .
و في هذه المرحلة دعا " بول جوجان" إلى الإقامة معه وهو يحلم بإنشاء رابطة للفنانين وبأن يكون منزله هو نواة تحقيق هذا الحلم .. إلا أن وصول "جوجان"أعقبته المتاعب، فالمناقشات احتدمت والخلاف في الرأي اتسع والصخب الذي يثيره "جوجان" أينما حل أدي إلى توتر أعصاب " فان جوخ" حتى كان الانفجار عندما سخر " جوجان" من فكرة إنشاء رابطة للفنانين وعندئذ قذف " فان جوخ" محتويات كأسه من النبيذ في وجه "جوجان" ثم أغمى عليه، فحمله "جوجان" من المقهى إلى المنزل وأرقده في الفراش، و في الصباح ندم "فان جوخ" و طلب من زميله الصفح، ولكنهما ما لبثا أن عادا إلى الشجار بعد منتصف الليل، وتطور غضب " فان جوخ" لدرجة جعلته يخرج موس الحلاقة و يشهره في وجه " جوجان" بل و جرى وراءه في الشوارع محاولاً قتله، ولكنه عاد إلى بيته بعد أن أفاق و هو يشعر بحالة تمزق عنيف. و رحل "جوجان" تاركاً " فان جوخ" التي ظلت حالات الهياج الجنوني تعاوده من حين لآخر حتى قام في إحداها بقطع آذنه و ربط رأسه المصاب ثم قدم الأذن المقطوعة في لفافة إلى محبوبته التي طلبت منه أذنه خلال إحدى مداعباتها له ، وعندما عاد إلي بيته أغمي عليه و لم يفق إلا في المستشفي، و عندما استرد صحته طاردته أنظار أهل البلدة و صيحات أطفالها.. فانهارت أعصابه و لم يجد أخوه بداً من نقله إلى مستشفي للأمراض العقلية بالقرب من " أرل"، وهي المستشفي التي مكث فيها عام، و سمح له بالرسم فيها فظهر في لوحاته بهذه المرحلة شيء من عنف نوبات الصرع التي تعرض لها.. و عندما نجح أخوه في بيع إحدى لوحاته بمبلغ 400 فرنك .. اقترح أن يستخدم هذا المبلغ في الاستشفاء بمصحة خاصة قرب باريس يشرف عليها طبيب يدعي "دكتور جاشيت" و هو من هواة الفن، و قد أمضي هذا الطبيب أوقاتاً طويلة في صحبته، و لكن نوبات الصرع راحت تتوالى بانتظام وسئم جوخ الحياة.. فخرج إلى حقل مجاور وأطلق على نفسه الرصاص و لكنه لم يمت على الفور حيث نقله " تيو " إلى المستشفي التي مات بها بعد يومين وهو لم يتجاوز السابعة والثلاثين من عمره بعد أن رسم أكثر من 700 لوحة وحوالي 1000 رسمة .
وهكذا نرى ان مخاوف فان جوخ الاخير في الفن وفي ومعاناته وفزعه الباطني الذي انتابه الداء فاقتاده الي الانتحار وكيف ان نفس فان جوخ وعذابات فان جوخ تنتقل الي مشاعرنا من خلال ماطبع به العالم من تحويل !!" هذا التوضيح من رينيه ويج يبين كيف امتزج فان جوخ بالطبيعه ولم يعد يمكن التفريق بينهما فرسهما مضافا اليها معاناته او من خلال معاناته .. فهذه الطبيعه في لوحاته هي طبيعه فان جوخ النفسيه والعصبيه وقد امتزجت بطبيعه ما تراه عينيه .
وعن راي فان جوخ الاخير في الفن وفي معاناته كفنان كتب لاخيه ثيو : " انت تتحدث عن الفراغ الذي تشعر به اينما ذهبت وهذا هو بالضبط ما اشعر به . لنأخذ ان شئت الزمن الذي نحيا فيه كعصر نهضه عظيمه صادقه للفن .. فلا تزال دوله التقليد الرسمي حيه تنخر ولكنها حقيقه واهنه مسلوبه الحركه .. والمصورون الجدد وحدهم فقراء يعاملون كامجانين .. وبسبب هذه المعامله اصبحو كذلك.. على الاقل بقدر ما يخص حياتهم الاجتماعيه " . وسقط جسد فان جوخ .. وبقي احساسه فورا متناثرا على جدارن متاحف العالم .. علامات باقيه شاهده لمعاناة ملتهبه .. لم تجف بعد من اثر الحريق.
في لحظة يقرر فيها فان غوغ الانتحار، ويصوب المسدس باتجاه نفسه، ويضغط على الزناد فتخترق الرصاصة جسده ليموت بعد يومين من هذا الحادث، في التاسع والعشرين من يوليوز 1890، من القاتل ومن المقتول؟ ومن أطلق الرصاص على من؟! هل العبقري أم المجنون؟! أم الواقع الذي لم ينصفه منذ حبه "لارسولا" ومنذ خدمته لرجال الدين؟! فعلا لا أحد يقدر على الإجابة!!. إذا كان فان غوغ قد رحل عن هذا العالم عن سن تناهز السابعة والثلاثين عاما فإن فنه الرائع بقي شاهدا على عبقريته في مختلف أرجاء الأرض، بل إن إسمه يلوح في كل حديث مثار حول الفن, نظرا لما تركه من بصمات واضحة في سيرة الفن الحديث. وإذا كان هناك من درس يستفاد من سيرة هذا العبقري الذي مسه الجنون, فهو أن الإبداع الحقيقي لا يموت بموت صاحبه، بل يظل شاهدا على عظمته، كما أن الحضور القوي في الوجود والغياب لا يكون إلا بالتحلي بالإنسانية والتي كان فان غوغ رمزا مثاليا لها, خصوصا إبان معايشته لمآسي آكلي البطاطس بمناجم البوريناج, فهذه الإنسانية في الإبداع، في الحياة، في كل شيء هي التي تجعل الغياب حضورا، وتحيل الرحيل لا رحيلا أبديا.
مات معدما، هزيلا، نحيلا، مهووسا، بعد أن طارده المرض وقذف به إلى مصحة عقلية، مات فان كوخ ليبدأ العالم تذكره وكتابة اسمه في قائمة الخالدين بأعمالهم .. أهم لوحاته :- آكلو البطاطس – حديقة مستشفى الأمراض العقلية – دهليز بمستشفى الأمراض العقلية – أشجار السرو – أشجار الزيتون – أزهار اللوز – غربان فوق حقل القمح. الآن لوحاته لا تقدر بملايين الدولارات .. وهو كان يعيش أياما بأكملها على رغيف خبز واحد | |
|
| |
اميرة القلوب المدير العام
القسم : ترميم الاثار
| موضوع: رد: فنانين التصوير الزيتى الثلاثاء 8 ديسمبر 2009 - 16:33 | |
| بول سيزان
يطلق عاده على الفنان "بول سيزان" لقب "إمام الفن الحديث" ، لأنه يفتح الطريق بأعماله لمذاهب الفن المتعددة والمتتالية التي تعاقبت بعده .
ولد "سيزان" عام 1839م في بلده "اكس آن بروفانس" بجنوب فرنسا قرب الحدود الايطاليه ، وكان والده قد أنشا تجاره ناجحة للقبعات جنى منها ثروة طائلة جعلته من أصحاب البنوك الأثرياء ، وقد أراد الأب لابنه أن يخلفه في اداره البنك .. ولكن "بول سيزان" قاوم رغبه أبيه وأصر على الاتجاه للفن .
بعد أن أتم دراسته الثانويه في بلدته – حيث صادق زميل الدر اسه "إميل زولا" – بدأ يدرس الحقوق نزولا على رغبه والده.. ولكنه في عام 1860م هجر هذه الدراسه نهائيا وراح يمارس هواياته الثلاث : كتابه الشعر ، وعزف الموسيقي ، والرسم . وفي العام التالي 1862م سافر الي باريس حيث التحق بالاكاديميه السويسريه ، وهي معهد التحق به "سيزان" ليعد نفسه لاجتياز اختبار القبول بمدرسه الفنون الجميله (البوزار) بباريس .
وعاش الفنان الشاب مع "اميل زولا" في مسكن واحد ، كما تعرف في الاكاديميه السويسريه على الفنان "بيسارو" ورافقه في تسكعه على مقاهي باريس ، ورغم انه كان يرسم باستمرار الا انه فشل في الالتحاق بمدرسه الفنون الجميله عندما تقدم للاختبار ، فعاد الي بلدته "اكس ان بروفانس" بعد ان ملاه الياس والتشاؤم وعدم الثقه في نفسه وفي قدرته على الرسم / ورضخ لرغبة والده ، فعمل معه في البنك وظل عاما كاملا وكل صلته بالحياه الثقافيه والفنيه في فرنسا عن طريق الرسائل التي كان يتبادلها مع صديقه "اميل زولا" .
والواقع ان "بول سيزان" هو نموذج فريد للفنان الذي يفتقر الي الموهبه ، ولكنه يعوض هذا الفقر في الموهبه الفطريه الذكاء والفكر وممارسه الفن كعلم بدلا من ممارسته عن فطره .. حتي استطاع ان يكون امام الفن الحديث ، ورائده الاول.
كانت شخصيته غريبه الاطوار ،مملوءه بالضجر وعدم الاستقرار ورغم انه لم يقاس من الفقر ، الا انه كان يعاني دائما من الصراع الداخلي من اجل احكام السيطره على اطراف اصابعه حتي تطاوعه وتتدرب على رسم ما يريد بدال من الرضوخ لرسم ما يستطيع .. وقد اتسم مسلكه من البدايه بالتناقض الشديد ، فيبدو تاره منكمشا هيابا ن وتاره اخرى حادا فظا .. وكان يشعر – وهو في باريس – بالحرج الشديد بسبب طابعه الريفي عندما يكون بصحبه الباريسيين المهذبين ، فكان يتعمد المبالغه في سلوك مسلك البوهيميين. وكان يتخذ في البدايه من الفنان "الرومانتيكي".. "يوجين ديلاكروا" مثله الاعلي ، الا انه كان يستخدم السكين بدلا من الفرشاه في وضع الالوان على لوحاته وكان يفرط افراطا شديدا في تحميل "سكينه" كميات هائله من عجينه اللون ، بل كان في لحظات الهياج – علي ما روي شاهدوا العيان – يتناول حفنات من عجائن الالوان ، ويبسطها بيده مباشره على سطح اللوحه ، واحيانا ، كان يبلغ به الامر ان يملا ملعقه بعجينه الالوان ثم يلطخ بها لوحه تلطيخا ...
وفي لوحاته الاولي ، كان يبالغ في استخدام اللون الاسود ، الذي كان يبسطه على اللوحه في طبقات سميكه ، وكانت مواضيعه تتصف بعاطفيه جامعه مقبضه ، وبعض لوحاته بلغ من السخف مبلغا عظيما .
وعاد الي باريس في نهاية عام 1762م وهو على هذه الحال ، محاولا الالتحاق للمره الثانيه بمدرسه الفنون الجميله دون جدوى ، فواصل تردده على الاكاديميه السويسريه ، حيث توطدت علاقته بالفنان "بيسارو". . فقد كان بيسارو وهو الوحيد القادر علة مجادلته في ارائه وتليين عناده وتشبثه بما سبق ان اعتنقه من اراء. . ف يتلك الفتره التي تعرف على اقطاب المذهب التأثري وتحمس لفن "ادوارمانيه" . . وفي عام 1875م اصطحب سيزان صديقه "زولا" الي معرض الصالون عده مرات حيث شاهد لوحه "اوليمبيا" التي اثارت سخط المجتمع الارستقراطي في باريس . . وانصت "زولا" لحديث سيزان عما يجري في التحضير لمعرض الصالون وتوزيع جوائزه من دسائس ، وما يتصف به المشرفون على اعداده من فساد ثم شرع في نشر سلسله من المقالات ، يخمل فيها حمله عاتيه على الصالون ، مدافعا عن دوار مانيه امجد الدفاع ، غير ان هذه المقالات لم تلبث ان توقفت فجأه ، بسبب ضغط رجال اكاديميه الفنون الفرنسيه على صاحب الجريده .
اما سيزان فقد ظل يلاقي الهجوم مره والتجاهل مرات لمده اربعين عاما تقريبا . . وكان كلما ضغطت عليه باريس عاد الي المكان الذي تربي فيه والذي يتفق مع مزاجه الخاص . . وعندما نشبت الحرب السعينيه اقام بالقرب من مرسيليا يرسم مشاهد الطبيعه ، وبعد الحرب فضل ان يبقي بعيدا عن باريس واختار صحبه الفنان بيسارو في منطقه " ليفروس" . . وتحت تأثير بيسارو اتجه الي التاثيره عندما دفعه صديقه الي احضان الطبيعه ، فبدات الوانه تقل قتامه وينشر فيها الضوء وتكتسب الشفافيه واصبحت رقيقه . اما عقله المنظم فقد جعل منه فنانا مفكرا ، وبدا يسعي الي اسلوب علمي ورؤيه بنائيه مؤسسا لوحاته على فكره تحقيق التماسك متانه البناء في الفن التأثري.
وقد اشترك سيزان مرتين فقط في معارض التاثريين الاولي عام 1874م في معرضهم الاول ، وكان اكثرهم حظا من هجوم النقاد . . والمره الثانيه عام 1788 في معرضهم الثالث ، وكانت عبقريته قد بدات تظهر . . ولكن احدا لم يلتفت اليه . فقد اكتشف اللون الرمادي المضطرب الناتج عن اهتزازات مجموعه من الظلال ، واكتشف اللون السائد الناتج عن تاثير الهواء الممتد بين عين المشاهد والمنظر الذي يتطلع اليه. . ثم الاضواء المنعكسه الاخري التي يجب ان تؤخذ في الاعتبار عند التقاط التاثر المابشر بالمنظر.
وقد سار سيزان خطوه ابعد من تاثيريه كلودمونيه عندما حرص على تفادي ما يحدثه التقاط تأثرات الفنان بالضوء من تفكك في بناء اللوحه وتحلل لعناصرها. . لقد اتجه الي الاهتمام بالجانب المعماري البنائي للوحاته حتي وهو يفكك الاضواء الي الوان لتمزجها عين المشاهد عند الرؤيه . . وهو يقول في ذلك : "لقد اردت ان اجعل عين التاثريه فنا متينا باقيا بعد ذلك الي مرحله تعتبر اساس الفن "التكعيبي" ونقطه الانطلاق لفنوت الشكل التي توالت في القرت العشرين يعد اختفاء الموضوع واهمال المضمون في كل لوحات الرسامين . . فهو الذي اطلق جملته الشهيره : " ان كل مافي الطبيعه ينطوي على صوره الاسطوانه او الكره او المخروط . . انظر في الطبيعه الي الاسطونه والكره والمخروط ، واضعا كل شيء في مكانه المناسب من المنظور ، بحيث تتجه جوانب الاجسام والسطوح جميعا نحو نقطه مركزيه . . ".
وفي عام 1895م استطاع تاجر اللوحات "فولار" ان يجمع 150 لوحه من اعماله ، فقد زار "اكس ان بروفانس" واعلن بين الاهالي انه مستعد لدفع 150 فرنكا ثمنا لكل لوحه من لوحات سيزان . . فانطلقوا يبحثون في كل مكان عن هذه اللوحات التي كانت مهمله في بيوتهم .
ولقد كانت لوحه " مجرى ماء عند جيل سان فيكتوار" واحده من تلك اللوحات التي انقذها "فولار" ، وقد اشتراها منه القنصل الروسي في باريس وارسلها الي بلده ولهذا فهي معروضه حاليا في متحف "بوشكين" في موسكو. . انها تمثل اسلوب سيزان في الرسم احسن تمثيل ، فقد رسمها عامي 1885 – 1887 بعد ان نضج اسلوبه الفني واصبحت له شخصيته متميزه محدده الملامح . . فهي مرسومه بالالوان الزيتيه على قماش ، ويبلغ ارتفاعها 91 سنتيمترا وعرضها 72 سنتيمترا . . وهي واحده من مجموعه لوحات رسمها الفنان لجبل "سان فيكتور" حيث نلمح في خلفيه اللوحه اجزاء من هذا الجبل الذي يمتد محتضا قريه سيزان في الجزء الغربي من فرنسا ، وتكسو جوانبه الاشجار بشافيتها والتي تتصل قممها بزرقه السماء .
ان الوان هذه اللوحه قد بنيت على درجات من لا عد لها من الاخضر زالازرق مع الظلال الصفارء ، ولهذا فهي نموذج يوضح افكار سيزان حول الضوء وضروره رسم مايدركه العقل بدلا من الاقتصار علة ما تراه العين. . ان كل مميزات فن سيزان تمثل في هذه اللوحه التي رسمها للطبيعه الصامته .
انا نهاية "سيزان" فيروي انه كان يتنمي ان يموت وهو يرسم ، وقد كادت تحقق هذه الامنيه ، فقد مات في اكتوبر عام 1906م بعد اربعه ايام من سقوطه مغشيا عليه بسبب الاعياء الشديد لانه ظل يرسم عده ساعات تحت المطر . . | |
|
| |
اميرة القلوب المدير العام
القسم : ترميم الاثار
| موضوع: رد: فنانين التصوير الزيتى الثلاثاء 8 ديسمبر 2009 - 16:34 | |
| مايكل أنجلو 1475-1564م
(نحات ورسام ومهندس معماري وشاعر إيطالي. يعد واحدا من ألمع رجال عصر النهضة الأوروبية، وواحداً من أعظم الفنانين في جميع العصور.
وُلد مايكل أنجلو في 6 مارس 1475م في قرية كابريز في فلورنسا (في إيطاليا). وهو من عائلة بيونروتي المرموقة. وفي الثانية عشرة من عمره تتلمذ على يد دومينيكو جيدلانتاجو، أشهر رسامي فلورنسا آنذاك.
كما تدرّب على النحت بإشراف أحد تلاميذ النحات الشهير دوناتللو. تنبه لورنزو دي ميدتشي حاكم فلورنسا إلى موهبة مايكل أنجلو فدعاه للإقامة في قصره. في عام 1494م فقدت عائلة ميدتشي السلطة، فرحل مايكل أنجلو إلى روما حيث عاش فيها في المدة ما بين 1496 ـ 1501م، وهناك لاقى أوّل نجاح بارز له.
ان ما يسترعي الانتباه في طفولة (مايكل انجلو) ما كان يتحدث به عن نفسه عندما كبر وعن سر النشأة الفنية للنحت، انه كان يقول على سبيل الفكاهة ـ (انه اخذ من لبن المرضع الازاميل والمطرقة التي كان يعمل بهما تماثيله الرائعة) ان مايكل انجلو قد ارضعته في طفولته زوجة رجل احترف مهنة النحت في مزرعة كانت تمتلكها اسرته (آل بوناردتي).
وعندما كبر وترعرع ادرك والد مايكل انجلو (لودوفيكو بوناروتي) ان ولده يميل ميلا خاصا لرسم الاشخاص، ونحتهم في الصخور فأرسله وهو مرغم، وبعد معارضة شديدة ومخافة ان يصبح نحاتا، وبقى ثلاث سنوات في مرسم (جيرلاندو) يعاونه في رسوماته اذ يندر ان ينتقل فنان مباشرة من رسوماته الطفولية، الى العمل الفني الذي يقوم به الشبان الفنانون، وكثيرا ما يموت الفن عند الصغار بإنقضاءعهد الطفولة.
مارس مايكل انجلو النحت من صغره وبلغ فيه شأناَ لم بلغه فيه فنان قبله، عندما بلغ سن السابعة و الثلاثين كان قد حقق قمة شهرته وأصبح معروفا في سائر البلاد على أنه أبرع و أدق مثال، ورغم تفوقه هذا فلم يكن نشاطه الفني مقتصرا على النحت فقط بل تعداه إلى مجالات فنية اخرى منها:
1. الرسم والتلوين:
فقد أبدع في عدة أعمال في مجال التصوير وعهد إليه وليوناردو دافنشي (تزيين أحدى قاعات فلورنسا) و انقسمت المدينة على معسكرين متحمسين لأكبر عبقريتين في عصر النهضة و خرجت ريم مايكل أنجلو للمشروع مفعمة بعمق التعبير و بتجريد معنى الأحداث و المعارك في حين جاءت رسوم ليوناردو تحليلية مسجلة لدقائق الحدث )وأعظم عمل نفذه في مجال التصوير هو تزيين سقف معبد ستاين في روما بالفاتيكان وقد كان عملا شاقا ظل يمارسه و هو مستلق على مسافة قريبة من السقف لا تتيح له فرصة، النظر للعمل عن بعد و من أشهر أعماله أيضا المحاكمة الاخيرة.
2.الشعر:
كان مايكل انجلو شاعرا قديرا قد ملك ناصية التعبير وكانت بعض أشعاره تدور حول معاناته أثناء رسم سقف السيستاين إذ يتصور حالته بطريقة ساخرة وأسلوب لماح.
.3المعمار:
أهم أعماله المعمارية كان تصميم مكتبة لورنازينا و تصميم معبد مديشي.
4. النحت:
و هو مجاله الذي برع فيه فقد أبدع فيه عدة أعمال فنية أهمها تمثال داؤد و تمثال الشفقة و تمثال موسى و تمثال هرقل و باخوس وعدد من مشروعات تماثيل لم تكتمل. و توفي مايكل انجلو عام 1564 وقد قال قبيل وفاته(إنني أشعر بالأسى لأنني أموت قبل أن أقدم كل ما في نفسي مما يحقق سلامها, أشعر بأني أموت عندما تعلمت فقط أتهجأ حروفا).
كتب المورخ (بوفلن) يقول:
(ان مايكل انجلو كان منذ اللحظة الاولى شخصية كاملة، لا مثيل لها، وانه ينظر الى العالم من وجهة نظر تشكيلية، وان كل ما كان يهمه هو الشكل الكامل وان الجسم الانساني هو وحده الشيء الجدير بالتصوير..)
تمثال الشفقة (لابييتا) في كنيسة القديس بطرس
( هو صورة " عذراء " شابة فيها حلاوة تكاد تصل الى درجة الاغراء وأم شابة تحمل في شيء كثير من التبجيل المقدس جسد المسيح الميت وهي تنحني فوقه وجهها الذي تبدو عليه دهشة الاطفال وآلام الأمومة وربما كان هذا رمزا للعروس الحزينة التي تبكي عريسا حزينا التي اشار اليها (ابو كاليس) أو ربما كانت ذكرى البيت الشعري الذي كتب دانتي والذي جاء فيه: (ايتها الام العذراء يا ابنة ابنك) ولقد احتفظ هذا الألم بشيء من التحفظ والوقار.
لم يكن في العذراء شيء من الغموض ولم تكن سوى فتاة لا بد ان يكون مايكل انجلو احبها حب العبادة، كما احب شخصا رمز له بتمثال ) إله الخمر) الثمل . ولقد رد على (كونديفي) عندما سأله عن السر الذي جعله يصور العذراء في صورة فتاة شابة قائلا : (الا تعرف ان النساء العفيفات يحتفظن بشبابهن، وجمالهن ويبقين اكثر نضارة من غيرهن من النساء العفيفات ومتى تأثر جسم فتاة عذراء، ولم يعرف الهوى والنزوات طريقا الى قلبها؟ بل اني سأقول انه من الممكن ان تكون القدرة الإلهية قد ساعدتها بذلك لكي تثبت للعالم اجمع عذريتها، وطهارتها، الامر الذي لم يكن لازما بالنسبة لولدها، ولهذا اردت تصوير المسيح في صورة انسان يجري عليه كل ما يجري على الناس جميعا ما عدا الخطيئة، ولذلك لا تعجب إذا رأيتني قد صورت السيدة العذراء في مثل هذه الصورة إجلالا لها وجعلتها تبدو اصغر من سنها، واكثر شبابا من ابنها الذي كان اصغر منها بكثير). وأننا لنجد في تمثال )الشفقة) الذي هو اقوى واعظم عمل فني قام به وهو في هذه السن المبكرة، عناصر اسلوب (بوناروتي) الناضج، اي لغته الفنية التشكيلية، بل تشعر بتطلعه الشديد الى الخلود . ومع هذا فإن اعتزاز مايكل بمقدرته وبقيمته لم يكن في مقدوره ان ينتزع منه ما كان في طبيعته من حياء وخجل اذ يبدو انه كان يقف في احد الأيام في كنيسة (القديس بطرس) امام مجموعة من تماثيله الرخامية بينما كان بعض الأجانب وقفوا ينظرون اليها بعين الاعجاب وتساءل احدهم قائلا: من صنع هذه التماثيل؟ فرد عليه آخر بقوله: انه احدب ميلانو.
ولم يكن يحتمل رؤية الجهلة الأدعياء، وكان ينفس عن جميع احزانه والامه في وحدته بنحت التماثيل وقرض الشعر. بقي طوال الليل مختبئاً في الكنيسة وهو مزود بمصباح وأزاميل وحفر على وشاح تمثال العذراء هذه العبارة (صنع هذا التمثال مايكل انجلو بوناروتي الفلورنسي)). | |
|
| |
اميرة القلوب المدير العام
القسم : ترميم الاثار
| موضوع: رد: فنانين التصوير الزيتى الثلاثاء 8 ديسمبر 2009 - 16:36 | |
| هنري دي تولوز لوتريك
ولد الفنان "هنري دي تولوز لوتريك " عام 1864م لابوين ينتميان لاصل ارستقراطي عريق ، فقد كانت امه من سيدات المجتمع اللامعات ، كما كان ابوه يحمل لقب كونت وينفق وقته في الصيد وتربيه الخيل وغير ذلك من هوايات الاثرياء.
وقد التحق بمدرسه "الليسيه" في باريس ولكنه لم يستطيع الانتظام في دراسته بسبب حالته الصحيه العليله ، فقد تعرض في طفولته لحادثين متاليين نتجت عنه اصابه في ساقيه منعتهما عن النمو ، فعاش حياته قزما مشوها .
وقد ظهرت مواهبه في سن مبكره وكان قد درس الرسم كالامراء على يدي مدرس خصوصي من اصدقاء والده ، وعندما بلغ الثامنه عشر التحق بمدرسه الفنون الجميله بباريس ، واظهر براعته في استخدام اسلوب "التأثيريين" في التقاط اثر الاضواء النتغيره عند سقوطها على العناصر المختلفه في الطبيعه . . وقد تعرف في ذلك الوقت على عدد من الفنانين الذين امتدحوا رسومه وساعدوه على اكتشاف حياة البوهيميين في باريس بحي "مونمارتر" وكان من مين هؤلاء الاصدقاء الفنان "فنسنت فان جوخ" حيث كانوا يترددون سويا على ملاهي "ميرلتون" و "المولان روج" . . (الطاحونه الحمراء) حتي اصبحت بمثابه المنزل بالنسبه "لتولوز لوتريك" . .
وقد تميزت رسومه في هذه الفتره عن رسوم بقيه الفنانين "التأثريين" بما تظهره م اعماق نفسيه للشخصيات التي يرسمها ، كما كان يختلف معهم حول مسأله رسم المناظر الطبييعه , وولعهم بالرسم فى الخلاء , فقد كان يتعقد ان : " الاحمق وحده هو الذى يستطيع الاهتمام بمنظر طبيعى يخلو من الناس , ولا يمكن الا الذى حس بليد ان تحتمل عيناه ضوء الشمس فى الاماكن المفتوحه اما هو فقد كانت تجذبه اضواء المصابيح وحياه الليل , ولم يكن يلذ له غير تامل ومتابعه النساء والرجال , ولكن ليس هؤلاء الذين يحافظون على هندامهم ومظهرهم المحترم , وانما اولئك الذين تجردهم حياه الفجور والعربده من اقنعتهم المزيفه , فتظهر وجوههم على حقيقتها عاريه بغير حجاب .
وبعد بضع سنين تخلى عن هذا الاسلوب مقتربا من اسلوب وموضوعات " ادجار ديجا " لقد كان " تولوز لوتريك" معجبا بفن ديجا رغخم ان معرفتهما اقتصرت على تبادل التحيه , ولكن يحكى عن " لوتريك " انه صحب ضيوفه على العشاء ذات ليله الى مسكن احد معارفه ليشاهدوا واحده من لوحات " ديجا " .. وكان تعليقه على ذلك هو :" والان اقدم لكم الحلوى بعد العشاء !" ان ديجا " هو الذى وجه " لوتريك" الى رسم الراقصات وكان " ديحا" يكبره بثلاثين عاما زلكن لوتريك لم يظل مقلدا لاستاذه ومثله الاعلى , الذى كان يرسم راقصات الباليه غير المعروفات وقدة ظهرن فى لوحاته من وجهه نظر المتفرج العابر , انما اتجه " لوتريك " الى رسم رواد الملاهى الليليه وهم اشخاص حقيقيون , رسموا باستمتاع شديد بل وتعاطف وحنان واضحين , كما فى لوحته المعروضه حاليا بمتحف اللوفر " جون افريل وهى ترقص" ان الخطوط هنا تعبر عن الانفعال بالاضافه الى الحركه , واللوحه تكشف عن جوهر الشخصيه وعن الامهما واثامهما وافراحهما ومساخرها , ولقد اعتنى الفنان بالتفاصيل الصغيره وقدمها من وجهه نظر صديق محب فاذا قلنا ان لوحات ديجا كانت تنطوى على نصيب اكبر من " الفن " فان لوحات " لوتريك " تبحث عن اصدقاء يصاحبونه وسط زحام الالوان والاضواء ، ولكن ذوي الشخصيات المنحطه في حياه ليل باريس في التسعينات من القرن الماضي كانوا هم وحدهم الذين يقبلون مصادقته . . وكانت "جون افريل" هي واحده من نجوم ملهي "الطاحونه الحمراء" ، واستطاعت ان تاسره برقتها وسهوله انقيادها امام اسلوبه الارستقراطي الولهان ، وهو الذي كان على استعداد دائم للانجذاب نحو أي امراه بسبب مافي جسمه من تشويه . وقد رسم لها هذه اللوحه بالملهي . .وتوضح اثار حركه الفرشاه الشريعه في معظم اجزاء اللوحه مدي السرعه التي رسمها بها ليلتقط حركه الرقص ، فهذه اللمسات تعتبر مقياسا للزمن الذي استغرقه في الرسم . ولكن العنايه الشديده في رسم وجه الراقصه توضح لنا مدي اهتمامه بالشخصيه التي امامه والتي وضعها وسط لوحه مليئه بالتفاصيل التي تبدو كمهرجان مزركش .
لقد عاش هذا الفنان في الحانات الليليه حتي ارتبطت اعماله باسلوب حياته ارتباطا شديدا ، وعبر عن الحياه الوهيميه اصدق تعبير. . ولم يكن واعظا او راغبا في اصلاح حال هؤلاء الفاسقين ولكنه كان – رغما عنه – مفتونا بمظهر هؤلاء الناس ، يعيش حياتهم ويسجل ما يري.
ولقد رسم "لوتريك" لوحاته الزيتيه بالاضافه الي اعلانات الملاهي والديكور والاعلانات المطبوعه على حجر "ليتوجراف" ولكنه ادمن الخمر حتي كادت تقضي عليه. . ودخل مستشفي الامراض العقليه في " نييلي" عام 1896م ليتخلص من تاثير الكحول الذي تشبع به جسمه. .
وفي فترات اقامته بهذه المصحه رسم مجموعه كبيره من التخطيطات للسيرك من الذاكره. وقد تأثر" تولوز لوتريك " ، بالرسوم اليابانيه المطبوعه ، فيما يتعلق بتنسيق الاشكال ، واختزال الابعاد ، وتقريب بعض المناظر الهامه في اللوحه الامام مع اخراجها من بؤره اللوحه . غير ان هذا التأثير قد امتزج امتزاجا تماما بموهبته الشخصيه في الرسم والتصميم ، هذه الموهبه التي تجلت في رسومه الملونه المطبوعه على الحجر . وقد ابتدع "لوتريك" أساليب جديده في هذا الميدان الاخير، كان لها فضل كبير في احياء هذا الضرب من الفن ، واقبال عدد من شباب الرسامين عليه .
ولكنه كان يشعر شعورا باطنا بان حياته لن تطول ، فاراد ان يستهلك جميع قواه سريعا قبل ان يحين الاجل . ولذلك نراه فيما بين سن الخامسه والعشرين والخامسه والثلاثين – وهي مرحله نضجه الفني – ينتج ما لا يكاد يحصي من الرسوم واللوحات والاعلانات والليتوجرافيه ، وانها تتميزجميعا بتلك الخطوط العصبيه المنقضه انقضاض الصواعق ، وبتلك الالوان اللاذعه المذاق التي لا يكاد يباريه فيها رسام اخر . وتوفي عام 1901م بين احضان امه بعد ان اصابته نوبه عصبيه حاده وهو في السابعه والثلاثين من عمره . | |
|
| |
اميرة القلوب المدير العام
القسم : ترميم الاثار
| موضوع: رد: فنانين التصوير الزيتى الثلاثاء 8 ديسمبر 2009 - 16:39 | |
| ليوناردو دافينشى
ليوناردو دافينشي (1452 - 1519 م) يعد من أشهر فناني النهضةالايطاليين على الإطلاق مشهور كرسام , نحات , معماري وعالم. كانت مكتشفاته وفنونه نتيجة شغف الدائم على المعرفة والبحث العملي. له الأثر الكبير في مجال الفن والرسم على مدراس الفن بإيطاليا لأكثر من قرن بعد وفاته وأبحاثه العملية خاصة في مجال علم التشريح البصريات وعلم الحركة والماء حاضرة ضمن العديد من اختراعات عصرنا الحالي. وقيل عنه إن ريشته لم تكن لتعبر عما يدور بذهنه من أفكار وثابة حتى قال عنه ب. كاستيلون: «من الطريف جدا أن الرسام الأول في العالم كان يكره الفن، وقد انصرف إلى دراسة الفلسفة، ومن هذه الفلسفة تكونت لديه أغرب المفاهيم، وأحدث التصورات، ولكنه لم يعرف أن يعبر عنها في صوره ورسومه».
ولد ليوناردو في بلدة صغيرة تدعى فينيشي , توسكانا , قرب فلورنسا (Vinci in Tuscany near Florence). ابن غير شرعي لعائلة غنية أبوه كاتب العدل وأمه الفلاحة مما جعله يفتقد حنان الأم في حياته. في منتصف القرن الرابع عشر استقرت عائلته في فلورنسا والتحق ليوناردو بمدارس فلورنسا حيث تلقى أفضل ما يمكن أن تقدمه هذه المدينة الرائعة من علوم وفنون ( فلورنسا كانت المركز الرئيسي للعلوم والفن ضمن ايطاليا). بشكل مثير ولافت كان ليوناردو يحرز مكانة اجتماعية مرموقة حيث كان وسيما لبق بالحديث ويستطيع العزف بمهارة إضافة إلى قدرة رائعة على الإقناع.
حوالي 1466 التحق ليوناردو في مشغل للفنون يملكه أندريا ديل فيروكيو (Andrea del Verrocchio) الذي كان فنان ذلك العصر في الرسم والنحت مما مكن ليوناردو من التعرف عن قرب على هذه المهنة ونشاطاتها من الرسم إلى النحت. عام 1472 كان قد أصبح عضوا في دليل فلورنسا للرسامين . عام 1476 استمر الناس بالنظر إليه على أنه مساعد (فيروكيو) حيث كان يساعد (فيروكيو) في أعماله الموكلة إليه منها لوحة ( تعميد السيد المسيح) حيث قام بمساعدة ( فيروكيو) برسم الملاك الصغير الجاثم على ركبتيه من اليسار 1470 – يوفوزاي فلورنسا (Uffizi, Florence).
عام 1478 استطاع ليوناردو الاستقلال بهذه المهنة وأصبح معلم بحد ذاته. عمله الأول كان رسم جداري لكنيسة القصر القديم أو كما يدعى باﻹيطالية "بالالزو فيكيو" (Chapel of the Palazzo Vecchio) التي لم يتم انجازها . أول أعماله الهامة كانت لوحة توقير ماغي (The Adoration of the Magi) التي بدأ بها عام 1481 وتركها دون إنهاء,التي كانت لدير راهبات القديس سكوبيتو دوناتو فلورنسا (San Donato a Scopeto). من لوحاته الأولى بينوس مادوناthe Benois Madonna (1478)أعمال أخرى ارتبطت بجملة أعماله خلال شبابه: لوحة بينوس مادونا 1478 ملاذ القديس بطرسبرغ (Benois Madonna) و تمثال لوجه جينفيرا دي بينتشي (Ginevra de\' Benci) الموجود في المتحف الوطني واشنطن وبعض الأعمال غير المنجزة مثل القديس جيروم 1481 بينا كوتيسا- الفاتيكان (Saint Jerome in Pinacoteca , Vatican
حياته في ميلانو
في عام 1482 التحق ليوناردو بخدمة دوق ميلانو لودوفيكو سفورزا (Ludovico Sforza) بعد أن صرح له عبر رسالة بأنه قادر على صنع تماثيل من المرمر والطين والبرونز و بناء جسور متنقلة ومعرفته بتقنية صنع قاذفات القنابل والمدافع والسفن والعربات المدرعة إضافة للمنجنيق وأدوات حربية أخرى. عين آنذاك بصفة مهندس أساسي كما كان أيضا معماري وساعد الرياضي المشهور الايطالي لوكا باتشولي (Luca Pacioli) في عمله المشهور ديفينا بروبورتيونه (1509 Divina Proportione) معظم الدلائل أثبتت أن ليوناردو كان معلماً ولديه تلاميذ في ميلان حيث من المفروض أنهم المقصودين ضمن رسائله المتعددة المعروفة ب (أبحاث حول الرسم) أهم أعماله خلال تواجده في ميلان كان لوحة (عذراء الصخور)التي رسمها مرتين حيث تم رفض الأولى وقبول الثانية:
عذراء الصخور النسخة الثانيةالأولى رسمها 1483- 1485 وهي موجودة في متحف اللوفر. الثانية رسمها 1490 – 1506 وموجدة ضمن المعرض الوطني - لندن.
لوحة (العشاء الأخير) التي كانت باكورة أعمله وأخذت منه جهد جبار وهي عبارة عن لوحة زيتية جداريه في حجرة طعام دير القديسة ماريا ديليه غراتسيه ميلانو (Maria delle Grazie) للأسف فإن استخدامه التجريبي للزيت على الجص الجاف الذي كان تقنيا غير ثابت أدى إلى سرعة دمار اللوحة وبحلول عام 1500 بدأت اللوحة فعلا بالاهتلاك والتلف . جرت محاولات خلال عام 1726 لإعادتها إلى وضعها الأصلي إلا أنها باءت بالفشل. في عام 1977 جرت محاولات جادة باستخدام آخر ما توصل إليه العلم والحاسب آنذاك لإيقاف تدهور اللوحة وبنجاح تم استعادة معظم تفاصيل اللوحة بالرغم من أن السطح الخارجي كان قد بلي وزال.
خلال إقامته الطويلة في ميلان قام ليوناردو برسم العديد من اللوحات إلا أن أغلبهم فقد أو ضاع كما قام بإنشاء تصاميم لمسارح وتصاميم معمارية ونماذج لقبة كاتدرائية ميلان.
إلا أن أضخم أعماله في ذلك الوقت كان النصب التذكاري ل فرانشيسكو سفورزا (Francesco Sforza) وهو والد (لودوفيكو) ضمن فناء ( قلعة سفورزيكو) كانون الأول ديسمبر 1499. لكن عائلة سفورزا كانت قد اقتيدت على يد القوى الفرنسية العسكرية وترك ليوناردو العمل دون إكمال حيث حطم بعد استخدامه كهدف من قبل رماة السهام الفرنسيين فعاد ليوناردو إلى فلورنسا عام 1500. | |
|
| |
اميرة القلوب المدير العام
القسم : ترميم الاثار
| موضوع: رد: فنانين التصوير الزيتى الثلاثاء 8 ديسمبر 2009 - 16:40 | |
| بول جوجان
تعتبر سيرة حياته؛ من أغرب السير التي يمكن أن تخطر على بال بشر، فالتقلب من البحر إلى الثروة، إلى السمسرة ثم الرسم، ومن حياة مرفهة إلى فقر مدقع، ومن استقرار وحياة عائلية، إلى تشرد ونوم دون غطاء في شوارع باريس، حتى غدا أميراً للمتشردين. ورغم أنه يعتبر اليوم -وبعد مرور قرن على رحيله- أستاذاً وعملاقاً من عمالقة الفن الحديث، إلا أن عالم الفن لم ينصفه في حياته الفنية، وكما تعودنا في استعراض حياة الفنانين العظماء الذين تركوا أثرهم على مسامات الحياة، وأثير سمائها المتجدد، وظلت وجوههم تعلن الحضور كلما غنّت ريشة على ترنيمة لوحة زاهية، وتأبى أن تغيب، ها نحن اليوم نطلق العنان للتاريخ والفن والجمال؛ ليمضي بنا في رحلة فنية مع واحد من مبدعي الزمان الجميل، إنه الفنان الفرنسي \'\'بول جوجان\'\'، آملين أن نستقصي على عجالة بعضاً من سيرته الشخصية والفنية.
ولد بول جوجان في السابع من يونيو من عام 1848 وأقام في ليما (بيرو) من عام 1851وحتى عام 1855، وقد خدم في قوات المارينز من 1865 وإلى 1871، وكان جوجان يعمل كمضارب في البورصة في باريس و إلى جانب ذلك كان يعشق الرسم . بدأ جوجان العمل بجوار " كاميل بيسارو " و بدأ يظهر في مختلف المعارض الانطباعية و ذلك ما بين 1879 و حتى 1868. الفرنسي بول جوجان من أهم فناني المدرسة التأثيرية عاش متنقلا بين باريس وبيرو وعمل بالتجارة فتجول في بلاد عديدة أثرت علي تشكيله الفني ووجدانه قبل أن يعود ليتزوج ويستقر في باريس. وبعد انهيار البورصة في باريس ،كان جوجان وقتها في الرابعة والثلاثين قرر أن يترك التجارة وأعمال السمسرة التي كان يمارسها ليتفرغ للفن وسافر لبلاد كثيرة منها جزر الكاريبي وتاهيتي ومنطق كثيرة من المحيط الأطلنطي وقد ظهرت تأثيرات هذه المناطق الاستوائية في لوحاته .
ففي عام 1884 انتقل جوجان مع عائلته إلى " كوبنهاجن " ، حيث لم يوفق في مجال العمل هناك ، و رجع إلى باريس عام 1885 لينشغل بالرسم طوال الوقت ، و تاركا عائلته في الدانمرك . وفي عام 1885 قابل جوجان الفنان " ادجار ديجاس " ، و في العام التالي قابل كل من " شارلز لافال " و " ايميل برنارد " في ( بونت آفين ) ، كما قابل "فينسنت فان جوخ" في باريس . سافر جوجان مع " لافال " إلى بنما في عام 1887 للبحث عن مواضيع جديدة، بالإضافة لذلك اتجه جوجان نحو التعبيرية .
قابل جوجان " بول سيروزير " في بريطانيا سن 1888 ، كما جدد علاقته مع "برنارد". وعلى الجانب الفني ، فقد تم الترحيب بهم كأعضاء في دائرة الفنانين، و الطائفة الرمزية في باريس، ولقد نظم جوجان معرضا في باريس في قهوة ( فولبيني كافيه ) تضم مجموعة من أعمالهم جميعا .و كانت هذه القهوة هي مقر الفنانين ومنتدى ثقافي فني يجمع الأدباء والفنانين والكتاب، وذلك في باريس عام 1889 باتصال وتنسيق مع رابطة المعارض العالمية .
ولد \'\'بول جوجان\'\' في باريس عام 1848م، وهو عام نشوب الثورة الفرنسية الثانية، وكان أبوه صحفياً جمهورياً، فلما استولى \'\'لويس نابليون\'\' على السلطة ونصّب نفسه إمبراطوراً سنة 1851م، هاجر الأب إلى بيرو بأميركا الجنوبية حيث كان يعيش أقارب زوجته التي ولدت هناك، وقد كانت أم \'\'جوجان\'\' ابنة لرسام يدعى \'\'شازان\'\' وأمها أسبانية من سيدات المجتمع المرموقات، حيث كانت تنتمي إلى الطبقة الملكية في بيرو، وقبل أن تصل السفينة التي تقل العائلة إلى ميناء \'\'ليما\'\' في بيرو، توفي والد \'\'جوجان\'\'، فعاشت الأم مع أبنائها هناك أربع سنوات، ثم عادت بهم إلى فرنسا عندما بلغ عمر \'\'جوجان\'\' سبع سنوات.
وعندما أتم \'\'جوجان\'\' دراسته الثانوية؛ انبهر بالبحر، فالتحق بالبحرية التجارية وهو في سن السابعة عشرة واستمر بها حتى سن العشرين• وبعد وفاة والدته عام 1871م هجر البحر واشتغل بالسمسرة، وفي عام 1873م تزوج من فتاة دانمركية جميلة من أسرة ثرية، ولد له منها خمسة أطفال، ليعيش آنذاك حياة اجتماعية ناجحة• وعبر دعوة تلقاها من أحد أصدقائه لزيارة معرض فني؛ بدأت مسيرته الحقيقية مع فن الرسم، حيث كان \'\'جوجان\'\' محباً وهاوياً للرسم، فنصحه هذا الصديق بممارسة الرسم في الهواء الطلق أثناء العطلة الأسبوعية.
صالون الخريف
وتحل سنة 1876م، ويقدم \'\'جوجان\'\' مجموعة من لوحاته التي رسمها آنذاك للمناظر الطبيعية إلى صالون الخريف الباريسي الشهير، فتم قبول إحداها، فانقلبت حياته رأساً على عقب نتيجة لذلك، حيث تعرّف في هذا الصالون على أشهر رسامي المناظر الطبيعية وعلى أعضاء جماعة التأثريين، وبدأ يشتري لوحاتهم، حتى بلغ ما دفعه في هذا اللوحات 15 ألف فرنك -وهو مبلغ ضخم آنذاك- وقام \'\'بيسارو\'\' بتوجيهه في الرسم وشرح له أسرار الفن التأثري، كما عرّفه بالفنان \'\'سيزان\'\' وبقية التأثريين، فشاركهم في معرضهم الخامس والسادس، وعندما شاهد الناقد الشهير \'\'هويسمان\'\' لوحاته؛ أثنى عليه.
وفي عام 1883م؛ أراد أن يبرهن للجميع أنه يستطيع التفوق والتقدم لو تفرغ للفن، فاحترف الفن واعتزل العمل في مهنة السمسرة، وانتقل مع زوجته وأطفاله إلى منطقة \'\'روان\'\' -حيث كان يعيش \'\'بيسارو\'\'- وهو ممتلئ بالطموح وأحلام الشهرة والمجد، متصوراً أن عمله الفني سيدر عليه دخلاً يعوضه مهنته التي اعتزلها، لكنه لم يربح شيئاً، وتبخرت مدخراته في ثمانية أشهر، ولم يستطع مواجهة سخط زوجته التي أصرّت على السفر إلى عائلتها في الدانمرك، فرضخ لرغبتها وصحبها مع أولاده إلى كوبنهاجن، حيث أتاحت له أسرتها العمل في التجارة، كما أقام معرضاً للوحاته التي رسمها في فرنسا، ولكن المعرض فشل والتجارة أخفقت.
بعد معركة حامية مع عائلة زوجته؛ عاد بولده الصغير البالغ من العمر ست سنوات إلى فرنسا عام 1885م، وهناك عانى الأمرّين لأنه لم يستطع بيع لوحاته لأحد، واضطر إلى العمل في لصق الإعلانات والملصقات في الشوارع، وقضى أيامه مع ابنه الصغير دون طعام أو شراب، وكانا يقضيان معظم ليالي الشتاء الباريسية الباردة مشردين بغير غطاء، وأخيراً جاءت الأم فأخذت طفلها وعادت به إلى كوبنهاجن، وعندئذ بدأت سنوات التشرد في حياة \'\'جوجان\'\' واستغرقه الفن تماماً، وانتقل إلى مقاطعة \'\'بريتاني\'\' حيث أقام في فندق مخصص للفنانين الفقراء، وهناك عكف \'\'جوجان\'\' في عزم وتصميم على تجربة أسلوب جديد في الفن، أكثر حدة وصلابة من الأسلوب التأثري، فاجتذب عدداً من الفنانين الشبان لمتابعته، فكانوا يلتفون حوله للإصغاء إلى نظريته الجديدة، وأثناء ذلك قام بزيارة إلى باريس حيث أقام صداقة مع \'\'فان جوخ\'\' وزار الفنان \'\'ديجا\'\' في مرسمه.
ويبدو أن البحر اجتذبه مرة أخرى؛ حيث أبحر عام 1887م مع فنان شاب بهدف الوصول إلى جزر المحيط الهادئ عن طريق \'\'بنما\'\' التي كان يجري حفرها آنذاك، ولم يجد عملاً غير الاشتراك في حفر القناة لبضعة أسابيع، ثم أقلعا إلى جزر \'\'المارتنيك\'\' ولكنهما عادا إلى باريس في العام التالي مفلسين تماماً، وفيها أقام معرضاً ضمّ 20 لوحة من أعماله التي رسمها في جزر \'\'المارتنيك\'\'، وبيع بعضها بثمن زهيد، ولكنه كان كافياً ليتيح له العيش لصيف آخر، وعندئذ تحول \'\'جوجان\'\' تماماً عن التأثرية إلى اتجاه \'\'رمزي\'\' أو \'\'تأليفي\'\'، وإن كان \'\'جوجان\'\' نفسه قد سخر من هاتين التسميتين فيما بعد.
ورحل \'\'جوجان\'\' إلى \'\'تاهيتي\'\' عام 1891م ليعيش في سلام وسعادة وفن خالص، فرسم أكثر من ستين لوحة في عام واحد، إلا أنه مرض وأصابه الهزال، فاضطر للذهاب إلى عاصمة الجزيرة طلباً للعلاج، وبعد بضعة أسابيع عاد إلى كوخه، ولكنه كان لا يزال عليلاً ولم يتبقَ لديه أي مال، وأرسل لوحاته إلى باريس فأثارت إعجاب أصدقائه، إلا أنها لم تجد من يشتريها، واستطاع أصدقاؤه في باريس أن يجعلوا الحكومة تتكفل بإعادته إلى أرض الوطن، فعاد عام 1893م وهو لا يملك فرنكاً واحداً، وساعده الحظ حين خدمه الموت فخطف حياة عمه، فورث حوالي ألفي دولار، فأقام لنفسه مرسماً في \'\'مونبارناس\'\'، حيث كان يغص كل ليلة بالعديد من الأدباء والفنانين من شتى الطبقات، وبعدها عاد إلى باريس ليبذر أمواله، لينتهي به المطاف مرة أخرى مريضاً وفقيراً في \'\'تاهيتي\'\'.
وفي يناير من عام 1898 فشل جوجان في محاولة انتحاره، و ذلك بعد الانتهاء من لوحاته الاخيرة.. " من أين أتينا ؟ " ... " ماذا نحن " .. و" إلى أين نحن ذاهبون؟ ". في عام 1899 كتب في جريدة سياسية في " تاهيتي "، وكتب عن الفنانين التشكيليين الفرنسيين . و في عام 1901 انتقل الفنان العالمي " جوجان " إلى " ماركيسوس "حيث مات هناك في 8 مايو عام 1903 .
ثورة في تاهيتي
من \'\'تاهيتي\'\' راح \'\'جوجان\'\' يراسل أصدقاءه في باريس طالباً منهم المعونة المادية، بما يساوي 40 دولار شهرياً ليعيش ويرسم، غير أن هذه الفكرة لم تلقَ ترحيباً يذكر، فطلب إليهم بيع لوحاته المعروضة بأي ثمن، فكان يصله بين الحين والآخر مبلغاً ضئيلاً من المال، حتى ضاق ذرعاً بالحياة، وحاول الانتحار أكثر من مرة، ولكنه لم ينجح في الموت كما الحياة، فعمل كاتباً في عاصمة الجزيرة، بينما كان يتفرغ للرسم بالاتفاق مع \'\'فولار\'\' أحد تجار اللوحات ..
ويبدو أن تمرده ظل ملازماً له حتى في تلك الجزيرة النائية، فحكمت عليه السلطات هناك في عام 1903م بالسجن والغرامة، بسبب شجاره مع الشرطة ورجال الحكم لسوء معاملتهم الأهالي، وقبل أن يستأنف الحكم، اشتد عليه المرض وتوفي في مايو سنة 1903م، وحيداً لا يقف بجانبه أحد، فحطم رجال السلطة كوخه البسيط، وباعوا مخلفاته كتعويض للغرامة التي لم يتمكن \'\'جوجان\'\' من دفعها، إلا أن \'\' فـــولار\'\' تاجر اللوحات عمل في هدوء على شراء كل ما أمكنه العثور عليه من آثار \'\'جوجان\'\'، فجنى بعد ذلك ثروة طائلة .
في عام 1901م أقيم معرض كبير لأعمال فان جوخ " كان يندرج في فترة من فتراته الفنية تحت المدرسة الانطباعية" وفي عام 1903م أقيم معرض آخر لأعمال جوجان، فأثار هذان المعرضان اهتمام جماعة من الشباب الفنانين، وفي باريس 1906 أفرد صالون " الخريف " (معرض كان يقام في باريس لعرض أعمال الفنانين) قاعة خاصة لأعمال هؤلاء الشباب، وقد بلغت جرأتهم في استخدام الألوان والتعبير بها أن أطلق ناقد على هذه القاعة اسم قفص الوحوش " Fauves "، ومن ثم أصبح يعرف اتجاه هذه الجماعة باسم الحوشية "Fauvisme ".وفي الوقت الذي ظهرت فيه الحوشية في فرنسا ظهرت في ألمانيا الحركة التعبيرية متأثرة أيضًا بجوجان وفان جوخ، وأقوى تأثيرًا بالتراث القوطي بتهاويله وأشباحه وتخيلاته الموحشة الغربية.
والتعبيرية نقيض الانطباعية، فالانطباعية تعتمد على الإحساسات البصرية والانطباع الأول عن كل ما يقع عليه بصرك ، أما التعبيرية فتنبع من انفعال باطني " أي تأثرك بحدث أو بشيء ما وانفعالك به "، وإذا نظرنا الآن في تطور الفن الأوروبي منذ واقعية أواسط القرن التاسع عشر حتى ظهور هذه الاتجاهات الجديدة نجد أنه يشبه إلى حد ما تطورًا آخر حدث في ميدان العلم وهو الانتقال من مفهوم الكتلة أو المادة إلى مفهوم " الطاقة " ، فالفنان لا يصف " أشياء " وإنما يعبر عن معان نفسية أو ذهنية.جوجان يعتبر: رائد الفن الرمزي الذي يسعى ليجعل دنيا الواقع ودنيا الخيال يتواءمان. لقد أعلن الثورة على التجسيم وقال بصراحة: " إن الغلطة الكبرى هي الفن الإغريقي مهما يكن جماله " ! وكان ينصح أتباعه بدراسة فنون التصوير الأخرى، كما ينصحهم بعدم الرسم من " الموديل " حتى لا يقيدوا مشاعرهم بالمظاهر الحسية؛ لأن الفن " تجريد " - على حد تعبيره- أي ينبع من ذهن الفنان وخياله وليس صورًا منسوخة.
الفردوس المفقود
لقد ترك \'\'بول جوجان\'\' أثراً عميقاً في الفن الحديث، وقد تميز أسلوبه بالتنوع في التكنيك، ملون الأعمال كحياته التي سردنا بعضاً منها آنفاً، ولقد أدى شغفه بالفن والحياة الفطرية إلى فقدان ثقته بالقواعد التي قام عليها فن الرسم الأوروبي، وكانت هجرته إلى جزيرة \'\'تاهيتي\'\'، هي محاولة البحث عن مكان لم تلمسه المدينة حيث الفطرة هي الطابع السائد، فقد كان يعتقد أن هذا المكان هو الفردوس المفقود الذي يبحث عنه الإنسان طيلة حياته، ورغم أن حقيقة تاريخ \'\'تاهيتي\'\' يقول أن الحضارة الأوروبية المادية قد دخلت إلى الجزيرة سابقة \'\'جوجان\'\' بحوالي نصف قرن، إلا أنه وعبر نظرته الجمالية للطبيعة الحرة، وتأمله العميق في مفرداتها وألوانها، استطاع أن يسجل حياة الجزيرة الفطرية دون شوائب .
متى ستتزوجين؟
ومن أبرز لوحات الفنان التي نجد فيها أسلوبه المتكامل في رؤيته للون والضوء والخطوط؛ هي لوحة \'\'متى ستتزوجين؟\'\' التي رسمها قبيل وفاته بعام، وتصوّر فتاتين من \'\'بولونيزيا\'\'، وقد عالج \'\'جوجان\'\' هذه اللوحة بعناية تامة، فهي نموذج واضح لأسلوب \'\'التسطيح\'\' الذي يعتمد عدم التظليل، أو إعطاء استدارة الأجسام متبعاً في ذلك أسلوب الفنون الفطرية عند أهالي تلك الجزر، واللوحة - كما ذكرنا- تمثل فتاتين من الأهالي تمثلان قمة الجمال عند أبناء تلك الجزر، يبدو عليهما الطابع المحلي المميز مع مشاعر واضحة في الشخصيتين، وهما تبدوان مكررتين في جلستهما بالعراء تحت ضوء شمس خط الاستواء، بينما يخفق الجو بثراء لوني، وكأن تلك الخلفية تصل إلى حلم \'\'جوجان\'\' الباحث عن الأرض المفقودة..
و من المقولات الشهيرة لجوجان:" الإنسان الواعي لا يقف على أكتاف الذين لا كتف لهم ، والفنان الواعي لا يقف على أكتاف معشر المعوقين.. والمهرجين. لستم يا معشر المهرجين سوى سحابة من دخان تسبح فوق فجر كاذب ، لستم سوى بلهاء تعدون شعر الحمار شعرة شعرة.. الفنان الحقيقي ليس سحابة دخان ، بل صاعقة .. صاعقة تنتج الرعد والبرق وتظل تطوف فوق القمم ".
هذه العبارة قالها بول جوجان عندما تعرض لنقد شديد من طرف العديد من النقاد والفنانين في عصره "، وبهذه العبارة استطاع جوجان أن يسخر من الذين لم يستوعبوا بيان لوحاته، وكان يلقبهم بالمهرجين والمعوقين والبلهاء. كان يعلم جيدا أنهم من ذوي الخيال الناقص. لقد رمى لهم قطعا من العظام ورحل عنهم. رحل بول جوجان إلى جزر " تاهيتي " الخيالية لكي يجلس في زاويته الخاصة ويبدع أروع أعماله الخالدة. جلس جوجان في زاويته في المقهى، طلب قهوة وماء .. كانت المقهى مزدحمة بالناس ستة أشخاص يجلسون في جانب.. ويثرثرون، أربعة أو خمسة أشخاص يجلسون إلى طاولة يلعبون الورق .. اثنان جالسان يلعبان النرد وأخر بجانبهم يشاهد وقائع اللعبة، ثلاث ساعات مضت بعدما شرب أكثر من ثلاثة فناجين من القهوة .. ولهذا ظل هو وحيدا !! الراعي دائما وحيد.. أما القطعان فتخاف الوحدة " ملاحظة: عندما رويت هذه القصة لصديق قال لي: ( إن الإنسان لا يكون وحيدا أبدا) وقص علي قصة الراعي: " راعي الغنم لا يكون وحيدا ، فإما أن يكون لديه غلام صغير يساعده أو يربي بعض الكلاب لتقوم بمهمة الحراسة، أو يقوم بتدريب احد الخرفان وعادة يختار كبشا كبيرا يعلق في رقبته جرسا ويصبح جاهزا للقيام بدور مساعد الراعي" .
كتب " بول جوجان" في رسالة إلى احد أصدقائه يقول فيها" المراة التاهيتية لا تخرج وحيدة في الليل ، لأنها تخاف الأشباح ، والأشباح التاهيتية لا تخرج في الليل لأنها تخاف من قطيع النساء". لوحات جوجان أشباح لا تخاف من القطيع، لوحات جوجان قطيع لا يخاف الأشباح.
ولأول مرة منذ أكثر من أربعين سنة يقام في هذا العام معرض للوحات فنان المدرسة التأثيرية الفرنسي بول جوجان في نيويورك في متحف المتروبوليتان. ويعتبر هذا المعرض هو أكبر معرض للوحات الفنان الفرنسي حيث يضم حوالي 40 لوحة تم جمعها من المتاحف والمجموعات الشخصية. وقد نظم معرض نيويورك في المتروبوليتان أعمال جوجان لعرضها بترتيب زمني مما يظهر كافة التأثيرات التي تعرض لها وتطوره في كل مرحلة خاصة المرحلة"الوحشية "Savage" الشهيرة في أعماله. ويبدأ المعرض بتمثال من الرخام لابنه إميل نحته عام 1877 وينتهي بخطاب كتبه قبل وفاته بشهر. ويضم المعرض أعمالا شهيرة مثل "La Orna Maria" الذي يصور سيدة من تاهيتي وطفل ، وأيضا لوحة " امرأتان من تاهيتي" ولوحة" شاب يمسك زهورا" ولوحة "Te Poi poi" وتعني صباح الخير بلغة تاهيتي وهي من لوحات المجموعات الخاصة التي يملكها أشخاص. ويقول مدير المتروبوليتان أنه بمجرد الإعلان عن هذا المعرض تطوع الكثيرون من مقتني أعمال جوجان لعرضها في المتحف بدون أي ضمانات. وضمت هذه الأعمال قطعا لم تعرض علي الجمهور من قبل منها أعمال بالسيراميك والخشب وتماثيل ولوحات زيتية مختلفة تمثل مشوار جوجان ولوحات لم تعرض من زمن بعيد وكانت تعد من الأعمال المفقودة .
وقبل أن نختم رحلتنا معه؛
بقي أن نقول أن لوحات \'\'جوجان\'\' تباع حالياً بمئات الآلاف -بل ملايين الدولارات- وتحرص على اقتنائها أعظم متاحف وقاعات العالم، بينما عاش هو حياة لا يحسده عليها فقراء العولمة وشقيقاتها في عالمنا المعاصر، ويبدو أن ذلك هو قدر أغلب الفنانين، حيث يعيشون فقراء ومعوزين ويموتون جوعاً ومرضاً، بينما يحقق من يقتني لوحاتهم ثروات طائلة من بعد رحيلهم. | |
|
| |
yoya.o اثرى كبير
| |
| |
mohammed raafat رئيس مجلس الاداره
القسم : ترميم الآثار
| موضوع: رد: فنانين التصوير الزيتى السبت 12 ديسمبر 2009 - 4:12 | |
| معلومات جميله ومجهود اجمل ....شكرا يا اميره على هذه المعلومات القيمه ..نردهلكم ان شاء الله قريب ههه | |
|
| |
اميرة القلوب المدير العام
القسم : ترميم الاثار
| موضوع: رد: فنانين التصوير الزيتى السبت 12 ديسمبر 2009 - 4:24 | |
| مرسى ليك يا يويو احنا فى الخدمة
ههههههههههههه مرسى يا محمد يللا كله زكاة عن صحتى | |
|
| |
3OLa رئيس مجلس الاداره
القسم : restoration
| موضوع: رد: فنانين التصوير الزيتى الأربعاء 16 ديسمبر 2009 - 2:20 | |
| شغل جامد جدااااااااااا يا قمر تسلمى على الموضوع الرائع ده | |
|
| |
دعاء الكروان أثرى شاب
| موضوع: رد: فنانين التصوير الزيتى الخميس 31 ديسمبر 2009 - 5:38 | |
| بجد تسلمى يا ميرو على الموضوع الجميل ده | |
|
| |
lorenzo_khaled المدير العام
القسم : ترميم
| موضوع: رد: فنانين التصوير الزيتى الخميس 31 ديسمبر 2009 - 6:01 | |
| لا لا شويه شغل اصلى يا اميرة والله بس ياريت نعرف مصدر المعلومات يعنى اسم الكتاب ايه بس بجد شغل عالى عالى عالى ماشاء الله | |
|
| |
حبيبى أثرى مبتدأ
القسم : محاسبه وادارة اعمال
| موضوع: رد: فنانين التصوير الزيتى الإثنين 24 مايو 2010 - 12:58 | |
| مش لاقى رد غير انى اعزمك على فنجان قهوه فى اسكندريه ع البحر فى كافى مهجور الساعه 6الصبح مع شروق الشمس وبعدين اقولك بصوت هادى | |
|
| |
| فنانين التصوير الزيتى | |
|