من حقنا أن نحزن علي الحلم «اللي راح».. من حقنا أن نغضب من لاعبينا ومدربهم.. من حقنا أن نثور- عليهم- أمام شاشات التليفزيون ونلعن كرة القدم التي «كانت قاسية علينا وأزاقتنا مرارة الهزيمة» رفعتنا إلي عنان السماء ثم ألقت بنا نحو الهاوية لكن لا يجب أن ننسي أن هذه هي حال الساحرة المستديرة التي إن تعاليت عليها أضحكت الدنيا كلها عليك، ونحن تعالينا عليها كجمهور قبل اللاعبين، وشعرنا بأننا المنتخب الذي لا يقهر، وظننا أن ما فعلته إيطاليا في تاريخها يمكن أن نحققه في مباراة أو حتي بطولة.
علينا قبل أن نحاكم اللاعبين ومدربهم أن نتذكر أن هؤلاء كانوا السبب في ارتفاع أعلام مصر علي أسطح المنازل، ونزول الآلاف به إلي الشوارع، وأنهم أعطونا أكثر مما حلمنا، وأنهم كما أذاقونا حلاوة النصر الأغلي والأهم في تايخ كرة القدم المصرية بالفوز علي نجوم إيطاليا «الواحد منهم بمنتخب» كان علينا ألا نبالغ بعد الهزيمة من المنتخب الأمريكي المصنف رقم 17 علي العالم.
ربما كل ذلك يهون ويمكن تجاوزه حتي لو أصدرت قلة من الجماهير حكمها بإنهاء مسيرة حسن شحاتة وأولاده واستبدالهم بآخرين يمكنهم الوصول بنا لكأس العالم، لكن ما حدث عقب انتهاء مباراة أمريكا من اتهام الخمسة من أبطالنا في شرفهم يعد جريمة لا يمكن أن تمر مرور الكرام لأن الطعن في شرف أكثر جيل التزاماً وخلقاً ولعباً ونتيجة يعد طعنا في شعب بأكمله حملهم علي الأعناق لذلك يجب التصدي وبقوة ضد الحملة القذرة التي قادتها صحف جنوب أفريقيا وسار «في ذيلها» بعض وسائل الإعلام المصرية التي تؤمن أن كل «شائعة» انفراد، وكل كلمة قيلت لحظة انفعال تعد «خبطة صحفية» لذلك لا يمكن أن نكذب أبناءنا الذين يسجدون بعد كل هدف ونصدق بلد متهماً بالسرقة وبدلاً من أن يدافع عن نفسه جعلنا موضع الاتهام.
إنني ضد كل ما قيل من شائعات بل ضد أن يثار مثل هذا الكلام السخيف ويخرج اللاعبون للدفاع عن أنفسهم لأننا نثق فيهم ثقة لا حدود لها ونثق في أعيننا التي تتابعهم وفي أخلاقهم التي أطلقت وسائل الإعلام عليهم بسببها أنهم «بركة» ويسيرون «بدعاء الوالدين»، وبالتالي فلا يمكن أن يتحولوا بين ليلة وضحاها إلي «مجرمي حرب» يجب ملاحقتهم لذلك أتمني أن يخرج الناس من منازلهم غدًا ويذهبون لمطار القاهرة لاستقبال أفضل وأشرف جيل في تاريخ كرة القدم المصرية للرد علي كل من افتري عليهم والوقوف إلي جوارهم ولنرفع لافتات «ارفع رأسك يا حسن.. فأنت ولاعبوك صانعو البهجة للشعب المصري» وسيذكر التاريخ أن أبوتريكة ورفاقه هم أفضل جيل في تاريخ مصر خلقاً ولعباً ونتيجة.
الثلاثاء 23 يونيو 2009 - 23:06