هل تعلم أن الصليبيين استولوا علي القدس مرة أخري بعد أن حررها صلاح الدين الأيوبي ؟ لقد استولوا عليها بدون حرب ، فقد أهداها لهم السلطان الكامل ابن أخو صلاح الدين !!!
لقد تولي السلطان الكامل ، ابن السلطان العادل أخو صلاح الدين ، تولي حكم مصر سنة 615 هج/ 1218م، و بدأ الصليبيون يدركون أن مقتاح استرجاع أملاكهم التي فقدوها في الشام و فلسطين هو الإغارة علي مصر فارسلوا الحملة الصليبية الخامسة علي مصر ، و نزلت في دمياط في سنة 615 هج/ 1218م .
خشي السلطان الكامل علي ملكه في مصر من الصليبيين ، فاتصل بالصليبيين ليفاوضهم و عرض عليهم أن يتنازل عن بيت المقدس مقابل أن يخرج الصليبيون من دمياط !!!! و لم يتردد إمبراطور فريدريك في أن يقبل هذا العرض السخي. و لكن البابا في روما رفض العرض ووبخ الإمبراطور فريدريك علي قبوله. فعرض السلطان الكامل عرض أسخي و هي أن يتنازل عن نابلس و صيدا و عسقلان و طبرية و اللاذيقية و سائر ما فتحه السلطان صلاح الدين من بلاد الساحل!!!! . و لكن البابا رفض هذا كله !!!!! و هدد فريدريك أن ينزع منه مملكته في أوربا إذا عقد صلحاً مع المسلمين.
لم يبق للسلطان الكامل إلا ان يقاتل ليحرر دمياط من الصليبيين. . فلما تقدم الصليبيون قليلاً قام المصريون بفتح سدود المياه من كل جانب فتدفقت المياه و أغرقت القوات الصليبية في بحر من الوحل و لم يستطيعوا التقدم خطوة واحدة ،فشقوا طريقهم وسط الوحلة مرتدين إلي الشاطئ و استقلوا سفنهم عائدين إلي بلادهم سنة 1221، و بذلك فشلت الحملة الصليبية الخامسة.
ظل السلطان الكامل علي خوفه من الصليبيين ، و ظل يلوح لهم برغبته في الصلح و السلام و ظل يلح عليهم أن يأخذوا القدس مقابل أن يتركوه آمناً مطمئناً !!! ، و في النهاية قبل فريدريك الثاني قائد الحملة الصليبية السادسة علي مصرعرض السلطان الكامل و تسلم منه القدس مقابل عدم شن هجمات صليبية جديدة علي مصر.
يروي المقريزي فيقول :” إن الملك الكامل أرسل رجاله، فنودي بالقدس بخروج المسلمين منها لتسليمه إلي الفرنج ….فاستعظم المسلمون ذلك ، و أكبروه ، ووجدوا من الوهن و التألم مالا يمكن وصفه. …فاشتد البكاء و عظم الصراخ و العويل ، و حضر الأئمة و المؤذنون من القدس إلي مخيم السلطان الكامل ، و أذنوا علي بابه في غير وقت الأذان .”
و دخل فريدريك القدس و استلمها من القاضي شمس الدين يوم الأحد 18 مارس 1229 م 626 هج، و دخل كنيسة القيامة و توج نفسه ملكاً علي القدس.
و لما تولي الملك الصالح نجم الدين أيوب حكم مصر سنة 1239 م / 635 هج ، وجد نفسه مهدداً بحلف صليبي في القدس مع أمراء دمشق ، الصالح اسماعيل، و الكرك الناصر داود، و حمص المنصور ابراهيم. فقرر تحطيم هذا الحلف قبل أن يهاجمه فسار بجيشه و استولي علي دمشق ثم سار إلي القدس و استعادها من الصليبيين سنة 1244 م / 640 هج.
و بذلك عادت القدس إلي المسلمين و ظلت في أيديهم حتي استولي عليها الصهاينة في 5 يونيو 1967 م .