نبات العرقسوس liquorice أو ما يسمى بـ Glycyrrhiza glabra, يحتوي على مادة حمض الجلسيريزيك Glycyrrhetic acid, أو بعض مشتقاتها كالـجلسيريزين .
هذه المادة تعمل كمثبط لعدة أنواع من الإنزيمات , وكل نوع له أثر دوائي معين على جسم الإنسان , ومن هذه الإنزيمات :
أولا :
15- hydroxyprostaglandin dehydrogenase
and
prostaglandin reductase
الرقم 15 في اسم الانزيم الأول يسبق الاسم طبعا لكني لم أستطع كتابته هكذا!! ,
المهم , منع هذين الإنزيمين يؤدي إلى منع تكسير البروستاجلاندين , مما يؤدي لزيادة تركيزها في المعدة ,, ومعلوم أن البروستاجلاندين لها دور أساسي في حماية المعدة من القرح والالتهابات بإذن الله سبحانه وتعالى .
فمادة البروستاجلاندينprostaglandin تزيد إفراز المواد المخاطية الحامية لجدار المعدة , كما تزيد الانقسام الخلوي لخلايا المعدة ,, الأمر الذي يساعد بإذن الله تعالى على الشفاء من قرحة المعدة .
وبهذا يكون العرقسوس علميا وطبيا علاجا مساعدا ناجعا من قرحة والتهابات المعدة , وبعض المتلازمات المرضية القريبة منها .
ثانيا : انزيم يسمى
11b-hydroxysteroid dehydrogenase
هذا الانزيم مسئول عن تحويل هرمون الكورزتيزول النشط إلى الكورتيزون , ولمن لا يعلم : فإن الكورتيزون هو مادة غير فعالة وغير نشطة , أما المادة النشطة فتسمى الكورتيزول ,, والفارق بينهما هو ذرة هيدروجين ( سبحان الله ) .
هرمون الكورتيزول مسئول عن العديد من عمليات التمثيل الغذائي للبروتينات والدهون , لكنه كذلك إذا زاد عن معدله الطبيعي فإنه يعمل على مستقبلات تسمى mc-receptors (والـ mc هي اختصار لكلمة mineralocorticoid) , تحفيز هذه المستقبلات يؤدي إلى إهدار البوتاسيوم و احتجاز الصوديوم والماء water and sodium retention , مما يؤدي إلى رفع ضغط الدم .
لذلك فإن وجود الكورتيزول النشط , ونظيره غير النشط (الكورتيزون ) في حالة التوازن الطبيعي الرائع الموجودة في جسم الإنسان مهمة لتجنب هذه الآثار الضارة .
حمض الجلسيرزيك الموجود في العرقسوس بمنعه للانزيم السالف الذكر يزيد من تركيز الكورتيزول لأنه يمنع تكسيره ,, مما يؤدي لرفع ضغط الدم , لكن هذا التأثير هو تأثير وقتي ويزول سريعا , حيث أن تثبيط الإنزيم هو من النوع القابل للعكسreversible .
الخلاصة :
نبات العرقسوس ينبغي تجنبه للمرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم ,, بينا يعتبر علاجا خفيفا وفعالا لمن يعانون الضغط المنخفض .
تتميما للفائدة :
رفع مستوى الكورتيزول يؤدي إلى خفض مستوى البوتاسيوم ,, هذا الانخفاض في المعتاد يكون بنسبة معقولة ولا يؤدي لضرر كبير ,, لكن في بعض الأحوال النادرة قد يؤدي هذا الأمر إلى شلل في العضلات الملساء , hypokalemic paralysis , مما قد يؤدي للوفاة .
هذه الحالات تكون مرتبطة عادة بإحدى ثلاثة أمور :
1- بعض المرضى الذين لديهم حساسية خلقية تجاه نقص البوتاسيوم .
2- تناول جرعات كبيرة من الصوديوم (ملح الطعام مثلا ) بالتزامن مع مشروب العرقسوس .
3- المرضى الذين يتناولون مدرات البول المهدرة للبوتاسيوم ,,, مثل ماذا يا صيادلة ؟؟
أخيرا , فإن العرقسوس ثبتت له فوائد طبية عديدة كمضاد للالتهاب والحكة , لذا يستخدم في العديد من الأدوية الموضعية لعلاج الاكزيما والالتهابات الجلدية , وأثبتت الأبحاث نجاحه في ذلك .
كما يستخدم - منذ قديم الأزل - لعلاج أمراض الجهاز التنفسي , واضطرابات الجهاز الهضمي , ويعتبر منشطا جيدا للكبد , وعلاجا فعالا - بإذن الله - لقرح الفم الناتجة عن المناعة الذتية auto immune aphsus ulcers .
بعض المصادر تشير إلى أنه قد ثبتت له خصائص مضادة للباكتيريا والفطريات ,, بالإضافة إلى خصائص تنشط المناعة عن طريق تحفيز إنتاج الإنترفيرون وزيادة عملية الفاجوسيتوسيز phagocytosis .
مصادر الموضوع : بعض الأبحاث العلمية الموثقة بصيغة pdf , والمنشورة على شبكة الانترنت .