سيناء فى مختلف العصور

رئيس مجلس الاداره القسم : restoration

سيناء فى مختلف العصور
* مقدمة:
شبة جزيرة سيناء هي أرض الجبال والوديان فى ذلك الموقع المتميز فى الركن الشمالي الشرقي من مصر، المنطقة التى لها تاريخها فى استقبال الرسالات وملتقى الحضارات، وهى نقطة الأتصال أو الجسر الإستراتيجى الذى يربط مصر بمشرقها العربى. وهي ترتبط بمصر منذ فجر التاريخ الإنساني برباط حاولت أحداث ومؤامرات لا تحصى أن تفصمه دون جدوى.. .
وان مصر والشام والعراق وجزيرة العرب جارات بل أخوات تربط بينها براً سيناء وبحراً البحر المتوسط، ومر على مصر أزمان طوال قبل تقدم الملاحة ولم يكن بينها وبين جاراتها اتصال إلا بطريق سيناء فهى طريق الفاتحين الرعاة والآشوريين والفرس والعرب والترك الى مصر، ولقد كانت أيضاً طريق الفاتحين الفراعنة الى الشام والعراق وجزيرة العرب, ولا تزال الطريق البرية للمهاجرين والحجاج والتجار والغزاة بين مصر والعراق والحجاز الى اليوم . وبذلك نرى أهمية سيناء التاريخية والإستراتيجية ولكنها لم تتوقف عند ذلك بل أمتدت حتى يكون لها أهمية دينية كبيرة حيث كانت سيناء معبر الديانات بدءاً من الخليل إبراهيم الذى عبرها كما عاش فيها نبى الله موسى، وعلى ارضها تلقى الشريعة من ربه كما عبرتها العائلة المقدسة فى رحلتها إلى مصر. وقد اثبت علماء التاريخ ان الانسان المصري كان يحيا فى سيناء منذ نحو 100 الف سنه.
وكما كانت سيناء هى الدرع الاستراتيجى لمصر كانت ايضا معبر الجيوش المصرية للدفاع عن ارضها فمثلما خرج الجيش الاسلامي بقيادة صلاح الدين عبر سيناء لهزيمة الصليبيين، فقد خرج جيش مصر بعد ذلك بأقل من قرن واحد لمواجهة التتار. وفى يونيه عام 1967 كانت سيناء هدفا للعدوان الاسرائيلى الذى خرج ذليلا بعد تضحيات كبرى تمثلت فى حروب الاستنزاف ثم حرب اكتوبر المجيدة عام 1973. وفى عام 1982 ارتفع العلم المصري على آخر جزء من اجزاء سيناء وهى طابا بعد معركة دبلوماسية. لذا فهيا نتعرف أكثر عن تلك المنطقة الهامة على مدى التاريخ ...

رئيس مجلس الاداره القسم : restoration

*الموقع :
تقع شبة جزيرة سيناء فى الجزء الشمالى الشرقى من مصر وتأخذ شكل مثلث، فى القسم الجنوبى منها يوجد خليج العقبة وفى الغرب خليج السويس. وإلي الشمال من هذا المثلث يكون الجزء الباقي علي هيئة متوازي أضلاع حده الشمالي ساحل البحر الأبيض المتوسط وحده الجنوبي هو الخط الفاصل الذي يصل بين رأس خليج العقبة ورأس خليج السويس، وحده الشرقي خط الحدود السياسية لمصر، وحده الغربى قناة السويس. وتبلغ مساحة شبه جزيرة سيناء نحو 61 ألف كيلو متر مربع أي ما يعادل حوالي 6% من جملة المساحة الكلية لمصر(1.002 مليون كيلو متر مربع) ، أما طولها من رأس محمد حتى أقصى بروز فى البحر المتوسط فيبلغ حوالى 390 كيلو متراً، وعرضها فيما بين مدينتى العقبة والسويس حوالى 210 كيلو متراً، وعلى مر التاريخ مثلت سيناء الدرع الاستراتيجى لمصر من جهة الشمال، وتملك سيناء 30% من سواحل مصر، وسيناء هى حلقة الوصل بين قارة أفريقيا وقارة أسيا وكانت على مر التاريخ معبر بين حضارات العالم القديم فى وادى النيل وفى دلتا نهرى دجلة والفرات وبلاد الشام . وهى بذلك تعتبر جزءاً واقعاً فى حدود مصر الشرقية وهكذا لها فى مختلف العصور وقد كان لعدم وجود حدود واضحة فى الموقع من جنوب فلسطين حتى وادى النيل فتعتبر جزءاً متمماً ومكملاً لمصر. وقد كانت هذه البلاد موقعاً ومساراً للعديد من الإتصالات ومعبراً يمر منه التجاريون وحملات التعدين وأصحاب المصالح من الشام ومصر وكذلك الاتصالات الحربية والعسكرية بين مصر والشام.
ومع أن سيناء تقع جغرافيا داخل حدود قارة آسيا ومصر تقع داخل حدود قارة أفريقيا إلا أنها لا يمكن اعتبارها منفصلة على مصر بأى حال من الأحوال لاتصال بالأرض بمصر والدلتا .
* الاســم :
لقد ورد اسم سيناء فى القرآن الكريم منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، لكن لم يعرف من أين أشتق هذا الأسم الذى لابد انه كان موجوداً قبل نزول القرآن الكريم بآلاف السنين. وقد اختلف المؤرخون حول أصل كلمة سيناء، فقال بعضهم إنها ترمز الى حجر أى بلاد الأحجار. وقال آخرون أن اسم سيناء أشتق من اسم أقدم العبادات فى الشرق الأدنى، وفى العالم على الإطلاق وهى عبادة الإله "سين" إله القمر عند الساميين القدماء أسلاف العبرانيين والعرب، وقد انتشرت عبادته فى غرب آسيا ومن بينها فلسطين غير أن هذا التفسير غير مقبول حيث ان كلمة "سين" لا تعنى فى العبرية "القمر". وعلى فرض أن اليهود أخذوها من لغة أهل البلاد، فلا يعقل إن يكونوا قد أطلقوا ذلك الاسم على جبل الرب. فالتوراة كتابهم المقدس لم تستعمل كلمة "سيناء" لتعريف المنطقة، بل أطلقت على شبة الجزيرة اسم "حوريب" أى الخراب. وكان المصريون القدماء يطلقون على شبة جزيرة سيناء اسم "بيارو" أى المناجم. كما كان يشار اليها فى نقوش الدولة المصرية القديمة باسم "خاست منكات" أى جبل الفيروز، والكثير من الأساطير عن المصريين القدماء مركزها سيناء، فالإلهه إيزيس ذهبت الى هناك لتبحث عن زوجها أوزوريس، والإلهه حاتحور التى تعرف لدى الفراعنة بسيدة سيناء التى أضفت طابعاً مقدساً عليها. وفى الآشورية عرفت باسم "مجان".
ولقد حاول عالم الآثار "جاردنر" تفسير كلمة سيناء بأنها مشتقة من اسم الإله "صفدو" فالأحرف المنحوتة على أحجار معبد "سرابيط الخادم" تشير الى عبادته وهو اله عاصمة الإقليم الغربى، واسمها الآن "صفد الجنة" وقد يكون هذا التفسير حلاً للغز اسم "سيناء" .

رئيس مجلس الاداره القسم : restoration

* اللغة السينائية :
أرجح الأقوال أن الذين اخترعوا أبجدية سيناء الأولى هم الجيولوجيون ومهندسو التعدين الذي كانوا خليطاً من المصريين وأهل الشام، يعملون في مناجم النحاس والفيروز، واخترعوها لتسهل عليهم كتابة التقارير العلمية الخاصة بمسيرة أعمال التعدين. ولعل معرفة الكتابة هي النعمة الكبرى التي ميّز بها الله سبحانه وتعالى بني آدم عن بقية المخلوقات. ومن هنا نجد أول ما نزل من القرآن الكريم هو: (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلقَ الإنسانَ من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علّم بالقلم، علّم الإنسانَ ما لم يعلمْ) [العلق: 1-5]. ثم في سورة لقمان [27]: (ولوْ أنّ ما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحرُ يمدّه من بعدِه سبعةُ أبحر ما نفدت كلماتُ الله..) مما يؤكد أهمية هذه النعمة الكبرى، نعمة الكتابة...
وفي سنة 1840م أفتى"دي بير" في "لايتبسيج" بألمانيا بأنه ميّز مائة حرف كما زعم، وأن تلك النقوش لهجة عربية، أو أنها ذكريات الحجاج النصارى إلى دير"سانت كاترين" وبعد أن تناولها"لبسيوس" سنة 1845م بالذكر أخذ "توخ" سنة 1849م برأي مواطنه "دي بير" ولكنه أشار أن زمن نقشها أقدم مما اعتقده. ثم تكلم في أمر نقوش سيناء كل من "لافال" سنة 1850م، و"فوستر"1851م و"فريزر" سنة 1855م، و"بالمر"سنة 1866م. وعندما درسها"دي روجيه" سنة 1874م قال: إن مصر من خلال نقوش سيناء هي مصدر الحروف الإغريقية، فكان ذلك طرف خيط الحقيقة.. ولقد نقل"بنديت فيجاريين" سنة 1898-1989م حوالي ألفي حرف من تلك النقوش، ونشر رأيه عنها في باريس سنة 1902م، وأفتى أنها من عمل الأنباط في القرنين الثاني والثالث (بعد الميلاد).. فجانبه التوفيق.
وبدأ القول العلمي الفصل في أمر الكتابة السينية من خلال نقوش سيناء على يد الباحث المحقق السير"وليام فلندرز بيترى" سنة 1906م في كتابه"أبحاث في سيناء" حيث أثبت أن هذه النقوش لا علاقة لها بالتيه ولا بخرافات بني إسرائيل، وأنها ترجع إلى حوالي سنة 1500ق.م. ومنذ أن تكلم العلامة بيتري عن النقوش السينائية، دخل أمرها في حقبة جديدة بين أيدي العلماء.. فقال "ألان جاردنر" سنة 1916م بأن حروف سيناء هي أصل الحروف الكنعانية (الفينقية) وذلك في مقال شهير نشره في صحيفة "الأركيولوجيا المصرية" [العدد الثالث]، وجانب التوفيق الباحث "هانزباور" سنة 1918م حين أراد أن يرجع تلك الحروف السينائية إلى أصل سامي بحت، ولا ننسى أن جاردنر كان أول من وفق في قراءة ونطق كلمات الحروف السينائية حين لاحظ بدقة اسم حت-حور التي كان لها اسم آخر هو "بعلات" أو "بعلت". فكان من هذا اللفظ مفتاح الأمر، ليبني اعتقاده على أن حروف سيناء كان المرحلة التي عبرت عليها الهيروغليفية لتكون أصل الأبجديات السامية العالمية كلها ....

رئيس مجلس الاداره القسم : restoration

* طبوغرافية المكان :
- مظاهر السطح :
يتميز سطح شبة جزيرة سيناء بوضوح وحداته التضاريسية التى تمثل انعكاساً للتركيب الجيولوجى، إذ يمكن تقسيمها الى ثلاث أقاليم تضاريسية:
1- الإقليم السهلى فى الشمال : يمتد من شمال الجزيرة من البحر المتوسط وحتى هضبة التيه جنوباً، ويمتد عرضياً من الحدود السياسية الشرقية لمصر حتى قناة السويس غرباً، ويتدرج منسوب المياة على 500 متر فوق سطح البحر وتنقسم بها السهول الساحلية الى ثلاث اقسام : "النطاق السهلى الساحلى الشمالى، النطاق التلى الأوسط، نطاق السهول الداخلية"
2- الإقليم الهضبى الأوسط : تبلغ مساحته حوالى (21 ألف كيلو متر مربع) ويضم إقليم الهضاب هضبتين هما هضبة التيه التى تتخذ شكلاً مستطيلاً وتمتد بين الساحل الغربى لخليج العقبة شرقاً حتى الساحل الشرقى لخليج السويس غرباً وبها عدد من الكثبان الرملية والعيون المائية، وهضبة العجمة فى الجنوب والتى تمثل القسم الجنوبى وتشغل ثلث المساحة وهى اكثر ارتفاعاً من "التيه" وتشرف من الشرق على خليج العقبة وغرباً على خليج السويس.
3- الإقليم الجبلى فى الجنوب : هو الجزء الجنوبى الأقصى من مثلث سيناء الواقع بين الخليجيين وقمتة عند رأس محمد ومساحتة حوالى (19 ألف كيلو متر مربع) ويبلغ إرتفاع هذا الإقليم الجبلى نحو (2000 متر فوق سطح البحر) وتعتبر قمة جبل سانت كاترين أعلى قمم هذا الإقليم إذ يصل منسوبها الى (2641 متر فوق سطح البحر) .
- التركيب الجيولوجى :
تتكون صخور القاعدة Basement Rocks من صخور نارية ومتحولة وهى تمثل الأساس الصخرى الذى ترتكز فوقة الطبقات الرسوبية التى ترسبت خلال الأزمنة الجيولوجية بعصورها المختلفة. وتسود الالتواءات فى النطاق الأوسط من سيناء فى مساحة تبلغ (7500 كيلو متر مربع)، يليها نطاق تكثر به الإنكسارات وينتهى بنطاق القباب الذى تزيد مساحتة على( 13 الف كيلو متر مربع) وتتميز بتلال وجبال يزيد ارتفاعها عن ألف متر، وفى أقصى الشمال يمتد نطاق مساحتة نحو ثمان آلاف كيلو متر مربع من الكثبان الرملية.
- المناخ :
يسود سيناء مناخ صحراوى أو شبة صحراوى باستثناء قطاعها الشمالى، وترتفع الحرارة بصفة عامة صيفاً وتميل للدفء شتاءاً وتمطر بغزارة فى فصلى "الربيع والخريف" ويقل المطر كلما اتجهنا الى الجنوب، وتهب عليها غالباً رياح شمالية غربية وغربية شرقية فى الأجزاء الشمالية.
وسيناء أرض واسعة وصحراء يغلب عليها اللون الأصفر، وتبدو المزارع حول الآبار وعيون المياة وفى السهول وبها أقدم نخل زرعة الإنسان، وهى أرض التين والزيتون. ولقد أثبتت الدراسات صلاحية الأرض لزراعة أجود أنواع الأشجار بجانب النباتات الطبية والموالح والخضر والفاكهه.
- السكان :
يمكن الإيجاز بالقول أن نمط توزيع السكان فى سيناء فى وجود تركيز نسبى فى شمال شبة الجزيرة, وتخلخل فى الوسط, وتناثر فى توزيع السكان فى نقاط صغيرة فى الجنوب. ويرتبط ذلك الى كبير بالزراعة والإدارة والطرق فى الشمال، ثم البداوة والجفاف فى الوسط أما فى الجنوب فارتبط بتوزيع الثروة المعدنية، ومراكز السياحة. وتعتبر مدينة العريش اكبر مدينة صحراوية فى مصر.
- أصل قبائل شبة جزيرة سيناء:
السكان الأصليون هم من سلالة المصريون القدماء، بالاضافة الى البدو الذين نزحوا اليها من شبة الجزيرة العربية نتيجة لظروف البيئة الصحراوية الطاردة بها. ويرجع نسب قبائل سيناء الى سيدنا اسماعيل علية السلام اى الى شمال بلاد الحجاز وذلك حسب رأى المؤرخين الذين قسموا العرب الى العرب العاربة المنتسبين لبلاد اليمن، والعرب المستعربة المنتمين الى شمال الحجاز، وقد كانت لطبيعة أصحاب هذه البلاد البدوية، التى استوجبت مزيداً من السيطرة على هذه البلاد وتحديد مواقع هؤلاء الناس وحماية المواقع المطلوب العمل فيها بشكل مستمر مثل المناجم والطرق المعتادة تنقلات وحركات الجيوش الى الشام وكذلك حماية المناطق التى يركن اليها الجيش فى ذهابه وإيابة وكان لهذه الطبيعة مزودة محدودة فى خلق تكوينات ثابتة للمحافظة على أماكن اللقاء فى هذا المكان. ولقد كانت قبائل هذه المنطقة ودائماً لها علاقات وطيدة بالبلاد المجاورة العربي، كما أن لها أصولاً بهذه البلاد الا أن الهجرات منها واليها لم ينقطع أبداً تبعاً للظروف المحيطة سياسياً وعسكرياً بحيث أن ثبوت وأستقرار هذه القبائل فى أماكن محدودة لسيناء صعب تحديدة والإقرار به.

رئيس مجلس الاداره القسم : restoration

مناجم ومناطق التعدين بسيناء :
تعتبر الصلة بين الشام وفلسطين وسيناء مع مصر فى مختلف العصور من الأمور التى استمرت خلال فترات التاريخ المختلفة، وأما الهجرات أو العلاقات التجارية أو العلاقات الحربية من دخول الجيوش المختلفة كانت فيها سيناء هى مكان العبور. ومن خلال هذه الطرق والمسالك ظهرت مجموعة من الطرق التى تعتبر على جانب كبير من الأهمية، أحد هذه الطرق الشمال وهو ما يسمى بطريق حورس، أما الثانى منذ كان طريقاً أقل أهمية من الطريق الشمالى الأول وهو طريق الحج أو التجارة.
أما عن الأجزاء الأخرى التى تعتبر بعيده عن الطريق الرئيسى فقد كان مكانها من أهل البلاد الأصليين، وقد أتوا مكانا للاختلاط بأقاربهم الذين يأتون اليهم من الشمال أو من عرب الفلسطينيين أو من شبه الجزيره العربيه أو ذوى القربى لهم من الدلتا أو سكان وادى النيل أو الذين يصلون اليهم بغرض التعدين للنحاس والفيروز وما إلى ذلك من معادن شبه الجزيرة الكبيرة الأهمية والتى زادت من أهمية سيناء.
- مناجم النحاس والفيروز :
مما لا شك فيه أن النحاس من المعادن الأولى التى أستغلها المصرى القديم وذلك منذ عصر ما قبل الأسرات والعصر الحجرى الحديث، فنرى أن المصرى القديم قد استطاع أن يستخرج هذه المادة، وان معرفتهم له كانت مع حضارة البدارى ولكنها لم تتعدى بعض أدوات زينة وقطع صغيرة وحلى. ولم يكن النحاس وحده هو المعدن الذى سعى إليه المصرى لأستغلاله ولكن كان هناك أكسيد النحاس أو الملاخيت حيث كان المصرى يستعمله فى الكحل وبعض أدوات العيون. كما استغله المصرى القديم فى تكوينات اللون الأزرق بشكل متسع. أما عن الفيروز وهو الحجر النصف كريم والذى استغل بشكل متسع فترة حكم قدماء المصريين، والذى سمى "بالمفكات" ، ولقد عرف معدن النحاس فى حضارة البدارى فى العصر الحجرى الحديث وسمى بعصر استخدام المعادن فعثر على دبابيس وأساور وغيرها من مادة النحاس التى استعملها المصرى القديم فى محاجر المغارة وسرابيط الخادم وهى عبارة عن كربونات النحاس الأخضر، الملاخيت والقليل من كربونات النحاس الأزرق وقليل من السليكات، ولعل تلك المنطقتين الهامتين هما الوحيدتين التى عرفت لدى المصرى القديم لاستعمالاته خلال الفترة الفرعونية فى سيناء بخلاف ما ظهر فى بعض المناطق الأخرى فقد كشف واستعمل فى :
وادى نصب : يتفرع من وادى سووق وبلغت بقايا النحاس المستعمل بين 180-240سم وفى الوادى كشف عن طريقة لصهر النحاس والمخلفات الموجودة فى الوادى، ووجد بعضها ايضاً فى وادى خريط الذى يتفرع من وادى بيع والى الغرب منه يوجد منجما قطع فيه طبقات من الفحم والمنجنيز، وقد ترك القدماء لوحات مكتوبة لا تزال إحداها باقية فى وادى نصب بالجانب الشرقى له وترجع لعهد الملك امنمحات الثالث وتصل النقوش حتى تصل الى موقع قريب من سرابيط الخادم، ولقد تجنب المصرى القديم خام الحديد والمنجنيز واخذوا النحاس فقط حيث يوجد فى طبقة الصخر، كما يوجد وادى آخر هو وادى العير الذى يقع فى الطريق بين وادى نصب وسيرابيط، وهناك ايضاً ما يسمى بوادى أم تمايم حيث ذكر فى العديد من النصوص القديمة ما يفيد بورود البعثات الية منذ الدولة الوسطى لاستخراج حجر الفيروز وهو قريب من وادى المغارة وبة عدة نقوش تدل على تلك الاستخراجات، وفى وادى رمتى وهو احد الأودية المتصلة بوادى نصب الموقع القديم لاستخراج النحاس وصهرة، وعند جبل سفريات جنوبى جبل هيران توجد كميات من مخلفات صهر النحاس، أما عن وادى مغارة الذى يعد من أكبر الأودية وأشهرها فبه منطقة محدودة من الناحية الغربية من الوادى توجد بها العروق التى يستخرجون منها الفيروز فى الجبل ولقد كشف عن الكثير من النقوش بهذا الوادى التى تدل على الاستخراج ولكن البعض منها قد تحطم نتيجة الى استغلال شركة انجليزية محاجر ومناجم الفيروز لاستخراجة واستخدام المتفجرات ومنهم لوحة للملك سنفرو، ويوجد الفيروز فى الوادى فى طبقة ترتفع عن الأرض وتعلو عن بطن الوادى ويوجد الفيروز فيه فى كتل صلبة بين الصخور بعد تكسيرها وتفتيتها وقد عثر على الكثير من الأدوات الظرانية التى كان يستعملها العمال فى أعمالهم، وإن أقدم نقش عثر علية كان للملك "سمرخت" الملك السابع من ملوك الأسرة الأولى، ووجد نقوش أيضاً للملك زوسر وكذلك نقشين للملك "سنفرو" ونقش للملك "خوفو" ونقشان للملك "ساحورع"، ومن الدولة الوسطى وجد نقوش لأمنمحات الثانى والرابع، وبذلك نرى أن المناجم بصفة عامة تمركزت فى عدة نقاط ومواقع أساسية وهى : منطقة سيرابيط الخادم، منطقة وادى النصب، منطقة وادى خريج، منطقة وادى أم التمائم، واخيراً وليس آخراً منطقة وادى المغارة .
* آثار منطقة شبة جزيرة سيناء :
تنقسم سيناء كما نعلم الى منطقتين "سيناء الشمالية" و"سيناء الجنوبية" وبالتالى تنقسم معهم آثار سيناء الى تلك المنطقتين وسنستعرض فى نبذات بعض من تلك الآثار:
- أولاً: سيناء الشمالية:
1- تل الشيخ زويد: يقع على ساحل البحر المتوسط شمال مدينة الشيخ زويد، وينتشر على سطحة الشواهد الأثرية واضحة، وكانت إحدى المحطات الهامة على الطريق الحربى القديم بين القنطرة وغزة وعثر بها على الكثير من البقايا والآثار.
2- العريش: هى العاصمة و المدينة الرئيسية رسميا فى سيناء وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بعد 214 ميل شرق القاهرة، ولقد كانت العريش منذ أقدم العصور ميناء مصريا هاماً ومركزاً استراتيجيا، وأحد المراكز الرئيسية للجيش المصري خلال عصر الدولة الفرعونية الحديثة، وكانت تضم مستوطنة ومعابد وحصون ومن أهم ما بها الآن قلعة العريش، والتى بقي منها الآن سور مربع ارتفاعه نحو 8 أمتار وقد اعتمد الاتراك علي هذه القلعة كثيراً في صراعاتهم حتي الحرب العالمية.
3- تل الخروبة: يقع شمال قرية الخروبة علي طريق العريش رفح، عثر بها علي بعض الاثار التي تؤرخ للدولة الحديثة وربم كان بهذ التل بقايا قلعة من الدولة الحديثة.
4- منطقة عين القديرات: (قادش بارنية) عثر فيها علي أطلال الحصون مبكرة ظلت مستخدمة لفترة طويلة، توضح هذه الأطلال التخطيط العام للحصن والوحدات الاساسية المكونة له، وترجع الجذور التاريخية للموقع للعصر الفرعوني لكن لم يتم حتي الآن الكشف عن اطلال تشير الي هذه الفترة.
5- بير العبد: يقع في منطقة الدراويش علي بعد حوالي 30 كم شرق تل الفرما علي طريق العريش عثر في المنطقة علي مجموعة (أربعه) من صوامع الغلال مشيدة من الطوب اللبن من عصر الدولة الحديثة. وعظم المنطقة مغطاة بالكثبان الرملية.
6- تل الفلوسيات: يقع شمال قرية مزار علي ساحل بحيرة البردويل، يحتل هذا التل موقعا استراتيجياً مميز فهو يقع عند نقطة التقاء طريق الشاطئ الذي يربطة بالفرما والطريق الحربي الذي يخرج من القنطرة ويمر في سيناء.
7- تل المخزن: وهذا الموقع يقع شرق الفرما (بلوزيوم) وعثر على كنيستين الأولى كبيرة والثانية صغيرة وتعد الكنيسة الكبيرة التى تعود للقرن الخامس الميلادى أكبر الكنائس المكتشفة بشمال سيناء وهى من الطوب الأحمر المدعم بالأحجار.
8- تل حبوة: يقع الموقع شمال شرق القنطرة وقد عثر بها علي عدد كبير من الاثار التي تعود للدولة الحديثة، وعثر بها على قلعة فرعونية وتعتبر نموذج لمدينة محصنة.
9- القنطرة شرق: تقوم المنطقة الحديثة علي اطلال المدينة القديمة المحصنة التي عرفت باسم ثارو وتتحدث النصوص المصرية القديمة عن حصن ثارو الذي كان اقوي الحصون المدافعة عن حدود مصر الشرقية كانت تعلوها قنطرة يتحتم علي كل قادم من سيناء أن يمر عليها.
10- رفح: تقع علي شاطئ البحر المتوسط علي الحدود بين مصر وفلسطين ورد ذكرها في نصوص الدولة الحديثة ولم يعثر فيها حتي الان علي اثار من العصر الفرعوني.
11- تل المطبعة : تقع غرب قرية الروضة على طريق العريش وينتشر على سطحة بقايا الشقف الأثرى ويحيط التل الكثبان الرملية ولم تجر به حفائر حتى الآن.
12- تل الفرما: شمال قرية بالوظة على طريق القنطرة العريش عند مصب الفرع االبيلوزى وسجل التاريخ اسمها كموقع فيه مواقع حربية هامة.
13- تل مسلم: يقع شمال مدينة القنطرة شرق ويتوسط منطقة ملاحات ويوجد على السطح بقايا مبان أثرية وكسر الفخار ولم تجر بة اية حفائر عملية.
14- تل الكدوة: شمال قرية جلبانة على طريق القنطرة العريش حيث معمارية ذات دخلات وخرجات ترجع للعصر اليونانى.
15- تل اللؤلى: شمال القنطرة شرق وينتشر على سطحه بقايا مبانى أثرية وأعمدة حجرية وكسر فخار.
- ثانياً: سيناء الجنوبية :
1- سرابيط الخادم: أهم منطقة لمناجم الفيروز فى سيناء وهى فى جنوبى شبة الجزيرة. وهى منطقة جبلية وعرة بها منجم للنحاس أيضاً، وقد بدأ استغلال قدماء المصريين لمناجمها منذ أيام الأسرة الثانية عشرة أو قبل ذلك وأقاموا هناك معبد وأخذ الملوك يضيفون اليه حجرات وأبهاء من حين لآخر أثناء الدولة الحديثة وما تلاها. وكانت الالهه حتحور سيدة جبل الفيروز تعبد هناك والى جانبها بعض الالهه الأخرى مثل الملك سنفرو وغيرة، ومن أهم ما بها هى النقوش السينيائية.
2- وادى فيران: واحة صغيرة فى جنوبى جزيرة سيناء بها عيون ماء وقليل من الحدائق والحقول، وكان اسمها القديم (باران) وورد ذكرها فى قصة خروج بنى اسرائيل من مصر وتجولهم فى سيناء، بها بعض الأديرة المسيحية منذ القرون المبكرة من العصر المسيحى، وزادت اهميتها بعد وجود بمنطقة اخرى جانبها دير سانت كاترين ولكن تضاءلت فى نفس الوقت كمركز أول للرهبنة فى سيناء.
3- منطقة أثار عيون موسى:هذه المنطقة تقع على مسافة 10كم من مدينة رأس سدر، وتم الكشف بها عن مصنع للقطع الفخارية ترجع الى العصر البيزنطى، وبها مجموعة من الآبار القديمة المبنية من الطوب الأحمر، وكانت المنطقة إحدى النقاط الهامة على طريق الحج بجنوب سيناء وعلى مقربة من الدخل لقلعة الجنوب من العصر الإسلامى.
4- منطقة آثار وادى فرندل: هى إحدى المناطق التابعة إداريا لمدينة رأس سدر، كشف بها عن آثار من العصر الرومانى لمبان من الطوب اللبن وأفران ومخازن وعدد كبير من القطع الفخارية والعملات البرونزية والقطع الزجاجية والمنطقة بها بئر من العصر الرومانى.
وبذلك نكون قد انتهينا من سرد بعض أهم الآثار البارزة والمنتشرة خلال سيناء الشمالية، وسيناء الجنوبية والواقعتان فى منطقة هامة جدا وهى شبة الجزيرة العربية..

رئيس مجلس الاداره القسم : restoration

وبالتالى نكون قد أنتهينا تماماً من سرد ملخص ولو بسيط عن منطقة كاملة هامة على مدى التاريخ ولا زالت حتى الآن من أهم المناطق على مستوى عالى جداً ولا يجب أن نتعجب لأنها بلد مقدس حماها الله وشرفها بأنه جعلها أرضاً تشهد مطلع الرسالات السماوية الثلاث لذا فهى جديرة حقاً بأن يطلق عليها الأرض المقدسة.
لقد قدر لأرض سيناء أن تشهد مطلع الرسائل الثلاث :اليهودية والنصرانية والإسلامية الذين بدَلوا حال عالمنا ونظموا قواعد العبادات والمعاملات. فنرى سيدنا إبراهيم في سيناء: وأن تشرف سيناء بسيدنا إبرهيم عليه السلام على ثراها فذلك تأكيد لقداسة أرضها وطهر ترابها، ونرى ايضاً سيدنا موسى في سيناء، المسيح عيسى عليه السلام في سيناء ودير سانت كاترين، ثم سيناء والرسالة المحمدية، وذكر سيناء في القرآن الكريم قال تعالى في سورة التين:-(والتين والزيتون وطور سينين0 وهذا البلد الأمين ). وهنا يقسم الله عز وجل بثمرتين مباركتين تنبتان بأرض سيناء، كما يقسم بطورها العظيم ومكة المكرمة أحب بلاد الله إليه، وقال تعالى أيضاً: ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين) وهي شجرة الزيتون أيضاً التي تنمو بوفرة الآن في شبه جزيرة سيناء لقدرتها على تحمل المناخ الصحراوي بما فيه ندرة المياه .
ثم بعد ذلك ارتباطها البسيط مع: الفتح الإسلامي لمصر عبر سيناء، والنبي وثورة التحرير، وارتباطها مع عمر بن الخطاب ( أمير المؤمنين )، وعمرو بن العاص ( قائد فتح مصر ) وبعد فهذا هو تاريخ أسلافنا وما زالت أرض سيناء التي شهدت كل هذه الأمجاد الإسلامية الرائعة . بالإضافة الى ما أوصلتة الينا من تاريهخ عظيم فى كل العصور والأزمان مع الشاهد والدليل من الآثار والبقايا والمخلفات على هذا التاريخ العظيم على مر الأزمان .....
وفى النهاية نسأل الله أن يهبنا الفهم الكامل لهذا التاريخ حتى والقدرة والعزم للحفاظ على مثل تلك المناطق من أى شر يهددها وأن نحاول من أن نزيد من معرفتنا بها وإكتشاف المزيد من الآثار التى لاتنتهى أبداً من تلك الأماكن العظيمة مثل منطقة شبة جزيرة ســيـنــاء العظيمة ...........

*********
وارجو ان اكون قدمت شيئا مفيدا واسفه لانى اطلت عليكم كثيرا ولكنى اردت ان اقدم شىء لهذا المنتدى الجميل
وارجو ان ينتفع به احد يوما ما...ان شاء الله

اثرى كبير القسم : مصــــــــرى

ميرسى ياجميل على الموضوع الراااااااائع
والمجهود الجميل

8569867

رئيس مجلس الاداره القسم : restoration

العفهو هيا قمر ميرسى للمرور

زائر

يلهوووووووووووووووووووووووي
طويل اوي
بس برده مهم اوي اوي اوي
تسلمي يا عسل عالمجهود القيم

رئيس مجلس الاداره القسم : restoration

العفوووووووووووووووو

مشكور مجهود كبير تسلم ايدك وللامام دايما يارب

رئيس مجلس الاداره القسم : restoration

ميرسى لمرورك الطيب

» اشهر الكتب ..فى مختلف المجالات 2
» اشهر الكتب ..فى مختلف المجالات 3
» اشهر الكتب ..فى مختلف المجالات 4
» اشهر الكتب ..فى مختلف المجالات 1